استجابت إدارة إطفاء لوس أنجلوس بالتعاون مع إدارة إطفاء مقاطعة لوس أنجلوس وهيئة غابات أنجلِس الوطنية لحريق أعشاب اندلع في حي سيلمار بشارع هاردينغ رقم ۱۲۶۰۰. وعند وصول رجال الإطفاء، كانت النيران قد بدأت بالانتشار صعودًا على تلة صغيرة على مساحة تقارب ثلاثة أرباع فدان. بفضل الهجوم المكثف الذي نُفذ من الجو عبر المروحيات الملقية للمياه، ومن الأرض باستخدام فرق الإطفاء والجرافات، تم احتواء الحريق قبل أن يتوسع بشكل أكبر، إلا أنه في النهاية أتى على مساحة تقدَّر بسبعة فدادين تقريبًا. ولا تزال التحقيقات جارية لتحديد السبب الرئيسي وراء اندلاعه، مع ترجيحات بأن النشاط البشري أو الشرر الناتج عن معدات قد يكون ضمن الأسباب المحتملة.
لم تُسجَّل أي إصابات بشرية، كما لم تصدر أوامر إجلاء رسمية للسكان، رغم أن السلطات نفذت بعض عمليات الإخلاء الاحترازية في بداية الحادث. وقد أُطلق على هذا الحريق اسم “حريق الأرض” (Land Fire). سكان الحي لاحظوا الدخان الكثيف المتصاعد في فترة ما بعد الظهر وأبلغوا عنه، بينما وثقت تسجيلات صوتية درامية أصوات النيران المشتعلة وتعليمات الاستغاثة المتبادلة بين فرق الطوارئ، لتمنح صورة واقعية عن التحديات التي يواجهها رجال الإطفاء في مثل هذه الظروف.
شارك أكثر من ۸۰ رجل إطفاء في العملية، مدعومين بالمروحيات المزودة بخزانات مياه وبآليات ثقيلة لتطويق النيران. وساهمت استجابتهم السريعة في منع الحريق من التهام منازل قريبة أو تهديد البنية التحتية، حيث تم الإعلان مع حلول المساء عن السيطرة على نحو ۹۰٪ من النيران.
ورغم أن الحريق يُعتبر صغيرًا مقارنة بحرائق الغابات المدمرة التي شهدتها ولاية كاليفورنيا في السنوات الأخيرة، إلا أن المسؤولين حذروا من أنه يمثل إنذارًا مبكرًا لموسم حرائق قد يكون صعبًا هذا العام، خاصة في ظل الظروف المناخية القاسية. فالجفاف الطويل ودرجات الحرارة المرتفعة والرياح القوية تجعل الأعشاب والأشجار قابلة للاشتعال بشكل كبير.
عبّر السكان عن ارتياحهم لسرعة تعامل الفرق الميدانية مع الحريق، لكنهم في الوقت نفسه أعربوا عن مخاوفهم من أن يكون هذا مجرد بداية لموسم حرائق أكثر خطورة. الخبراء البيئيون أشاروا إلى أن حتى حريق صغير نسبياً بحجم سبعة فدادين يمكن أن يترك آثارًا طويلة المدى على النظام البيئي المحلي، خصوصًا إذا سمح بانتشار نباتات دخيلة تهدد التوازن الطبيعي. ومن جانبها، حثت السلطات السكان على الاستعداد الدائم عبر تنظيف المساحات المحيطة بمنازلهم واتباع إرشادات السلامة والبقاء على اطلاع بأي أوامر إجلاء قد تصدر.