أسفرت غارة جوية إسرائيلية على مبنى سكني في مدينة غزة عن مقتل طفلة في الخامسة من عمرها تُدعى نور، وإصابة عدد من أفراد أسرتها، فيما تواصلت محاولات يائسة للبحث عن ناجين وسط الدخان الكثيف والنيران. الضربة استهدفت حي الزيتون، حيث كانت العائلة قد لجأت بعد أن دُمّر منزلها السابق في قصف سابق. والدها نضال دلول عثر عليها تحت الأنقاض، لكنها فارقت الحياة في سيارة الإسعاف. فرق الدفاع المدني واجهت صعوبة في إخماد الحريق بينما كان الجيران ينادون اسمها وهم يتشبثون بقطع أثاث وملابس محطمة.
وقالت السلطات الصحية إن ما لا يقل عن ٢٥ شخصًا قُتلوا في أنحاء القطاع في اليوم نفسه، معظمهم في غزة، مع تقدم الدبابات الإسرائيلية إلى عمق أحياء الشيخ رضوان وشارع الجلاء وتل الهوى. إسرائيل تقول إن المدينة تمثل آخر معاقل حماس وتبرر تدمير الأبراج السكنية بزعم استخدامها من قبل مقاتلين، في حين يؤكد سكان المنطقة وحماس أن المواقع المستهدفة كانت مناطق مدنية بحتة.
ومنذ اندلاع الحرب في أكتوبر ٢٠٢٣، تُقدّر وزارة الصحة في غزة أن أكثر من ٦٥,٠٠٠ فلسطيني — معظمهم من المدنيين — قد قتلوا، بينما تسببت المجاعة والدمار الواسع والنزوح المتكرر في إنهاك السكان. وتواجه العائلات صعوبات قاسية في السفر جنوبًا؛ إذ تصل تكلفة استئجار حافلة للإجلاء إلى ما بين ٦٠٠ و٧٥٠ دولارًا، بينما ارتفع سعر الديزل إلى ما بين ٣٠ و٣٦ دولارًا للبرميل، كما أن الطرق المدمرة تترك كثيرين عالقين لأيام، ما يضطر النساء والأطفال للسير على الأقدام.
الهجوم الأخير دمّر مزيدًا من المباني السكنية وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن ٣١ شخصًا، ما دفع موجة جديدة من النزوح. التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن أكثر من ٤٥٠,٠٠٠ شخص غادروا غزة منذ سبتمبر، بينما تقول حماس إن العدد لا يتجاوز ٣٠٠,٠٠٠ وإن نحو ٩٠٠,٠٠٠ ما زالوا داخل المدينة.
وتحذر منظمات حقوقية من أن الخسائر البشرية، خاصة بين الأطفال، تتصاعد بشكل خطير، فيما تكافح المستشفيات المرهقة ونفاد الإمدادات لعلاج الجرحى. الحادثة تعكس تفاقم الأزمة الإنسانية في ظل جمود الجهود الدبلوماسية في الأمم المتحدة، وعدم وجود أي مؤشرات على قرب انتهاء الصراع.