أصابت ضربة صاروخية روسية مبنى سكنيًا مرتفعًا في العاصمة الأوكرانية كييف، مما أدى إلى اندلاع حرائق في الطوابق العليا وإصابة ما لا يقل عن ١٢ شخصًا، وفق ما أعلنت السلطات. وشوهدت ألسنة اللهب والدخان الأسود الكثيف تتصاعد من أجنحة المبنى بينما عمل رجال الإطفاء على إخماد النيران الشديدة وتهوية الطوابق لمنع انهيار إضافي. وتحطمت النوافذ وتفحمت الجدران وسقطت شرفات، فيما ساعدت فرق الإنقاذ السكان على إخلاء العائلات، بمن فيهم الأطفال والحيوانات الأليفة، واستخدم المسعفون سلالم وخراطيم للوصول إلى الطوابق العليا. وأكدت السلطات المحلية أن المصابين بينهم مدنيون وعناصر من فرق الطوارئ، بعضهم في حالة خطيرة نُقلوا إلى المستشفيات.
وجاءت الضربة ضمن هجوم واسع النطاق على العاصمة تسبب في انقطاع الكهرباء والمياه عن أجزاء كبيرة من المدينة وتدمير بنى تحتية في عدة أحياء. وأعلن عمدة كييف أن منشآت حيوية كانت بين الأهداف، مؤكداً انقطاع التيار الكهربائي واضطراب خدمات المياه في الضفة الشرقية من نهر دنيبرو. كما سقطت شظايا من طائرات مسيّرة تم إسقاطها على مناطق مختلفة من العاصمة، وسمع الصحفيون انفجارات قوية متكررة ترافقت مع انقطاع مفاجئ للتيار الكهربائي.
وحذّرت القوات الجوية الأوكرانية من هجوم مركّب بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة هجومية، داعية السكان إلى الاحتماء في الملاجئ. وقال وزير الطاقة إن الهجوم ألحق ضررًا بالغًا بشبكة الكهرباء الوطنية، مضيفًا أن الفرق الفنية تعمل للحد من الأضرار ثم إصلاحها تدريجيًا. كما رُفعت حالة التأهب القصوى في أنحاء البلاد تحسبًا لإطلاق صاروخ "كينجال" فرط الصوتي الذي يصعب رصده واعتراضه.
ويأتي الهجوم ضمن تصعيد روسي جديد يستهدف منشآت الطاقة والسكك الحديدية والبنية التحتية المدنية، في تكرار لحملات الشتاء السابقة التي حرمت المدنيين من التدفئة. وندد مسؤولو كييف بالهجوم معتبرين إياه اعتداءً على المدنيين وملاجئهم. واتهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي روسيا بمحاولة نشر الفوضى وممارسة ضغط نفسي عبر شل شبكات الطاقة والنقل الحيوية.
وفي سياق متصل، أفادت منطقة زابوروجيا عن سبع ضربات بطائرات مسيّرة ليلية أدت إلى مقتل طفل يبلغ سبع سنوات وإصابة آخرين. كما كثّفت أوكرانيا هجماتها داخل الأراضي الروسية، بما في ذلك استهداف محطة كهرباء في بيلغورود، مما أثار ردودًا انتقامية. واتهمت موسكو كييف بتفجير خط أنابيب قرب الجبهة أدى إلى تسرب غاز سام، بينما نفت السلطات الأوكرانية وجود أي خطر على السكان القريبين. ويواصل المراقبون الدوليون والسكان المحليون متابعة دوامة التصعيد التي تطال البنية المدنية والأهداف العسكرية على حد سواء.