نظّم ضباط حكوميون وموظفون مدنيون في باكستان مسيرة بزيّهم الرسمي في مدينة تشامان بإقليم بلوشستان، للمطالبة بـ تعزيز الأمن والمساءلة وتقديم الدعم للمجتمعات الحدودية عقب اشتباك دامٍ مع مقاتلي طالبان على الحدود الباكستانية-الأفغانية أسفر عن مقتل عدد من عناصر الأمن والمدنيين. ورفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها "احموا من يحمينا" و "لا مزيد من الدم مقابل الصمت"، كما حملوا صور القتلى ورددوا هتافات تطالب بالتعويض وبمراجعة قواعد الاشتباك والتحصينات الميدانية. وحذّر المنظمون من أنهم سيصعّدون تحركاتهم إذا لم تتخذ الحكومة إجراءات ملموسة.
وقال مسؤولون في الإقليم إنهم اجتمعوا بممثلي المحتجين وتعهدوا برفع مطالبهم إلى السلطات الفيدرالية، فيما دعا المتظاهرون إلى زيارة ميدانية من وزارة الداخلية الإقليمية وقادة فيلق الحدود لإعادة تقييم الوضع الأمني على الأرض. وانضم إلى المظاهرة سياسيون معارضون وشخصيات محلية، متهمين الحكومة الفيدرالية بـ الإهمال، وداعين إلى تحقيق برلماني في الأحداث. ويرى محللون أن هذه الاحتجاجات تعكس تزايد الضغط على الأجهزة الأمنية الباكستانية في المناطق الحدودية الغربية، حيث تتواصل التوغلات المسلحة والهجمات عبر الحدود إلى جانب التوترات المرتبطة باللاجئين وعمليات التهريب، مما زاد من الفجوة بين المقاتلين في الخطوط الأمامية وصناع القرار في إسلام آباد.
وفي تطور متصل، أعادت السلطات الباكستانية فتح معبر تشامان الحدودي مؤقتًا لأغراض إنسانية، مما أتاح عودة نحو ٢٠٠ أسرة أفغانية – تضم نساءً وأطفالًا – إلى أفغانستان خلال فترة ساعتين ونصف. وقال نائب مفوض تشامان إن بوابة الصداقة فُتحت للسماح بعبور اللاجئين بكرامة، بينما بقيت معظم الأنشطة الحدودية معلّقة، بما في ذلك شاحنات البضائع الطازجة والواردات والصادرات وحركة المسافرين وجوازات السفر. وذكر المسؤولون أن مئات الشاحنات والمركبات المحملة بالبضائع ظلت عالقة، وتم نقل بعضها إلى مواقف مؤقتة فيما تم تأمين العائدين في مخيمات مؤقتة وفّرت لهم الغذاء والماء والخدمات الأساسية.
وأكدت السلطات المحلية أن الوضع الأمني في تشامان والمناطق المجاورة – بما في ذلك قيلا عبد الله وبوباندي وباديني وزوب وبارامشا في تشاغاي – مستقر حاليًا، بينما تواصل القوات الباكستانية حالة التأهب القصوى في أنحاء بلوشستان تحسبًا لأي تطورات。