شهدت ساحة تيانانمن تنظيم مراسم أوسع نطاقًا ليوم الشهداء، حيث قاد الرئيس شي جين بينغ وكبار مسؤولي الحزب الشيوعي الصيني فعالية رسمية دقيقة التنظيم لتكريم من ضحوا بحياتهم من أجل استقلال الصين. وضع شي سلة زهور عند نصب الشعب التذكاري للأبطال، محاطًا بأعضاء اللجنة الدائمة للمكتب السياسي، فيما تقدمت حرس الشرف من جيش التحرير الشعبي ونُصبت أكاليل أخرى. تضمن الطقس لحظة صمت وتحيات رسمية، بينما بثت وسائل الإعلام الرسمية الحدث مباشرة مع لقطات مقرّبة أبرزت الانضباط والرمزية.
الاحتفالية جمعت وفودًا تمثل مختلف فئات المجتمع — قدامى المحاربين، عائلات العسكريين، الطلاب، العمال، القادة المجتمعيين والمنظمات الشبابية — حيث شارك كل منهم في قراءات، ترديد عهود أو عروض موسيقية تهدف لتعزيز التربية الوطنية. أنشدت جوقات مدرسية ومجموعات شبابية بالأزياء الرسمية أغانٍ وطنية، وألقى ممثلون مختارون كلمات عن وراثة مبادئ الشهداء ومسؤولية المساهمة في نهضة الأمة. كما سُلّط الضوء على عائلات العسكريين الذين قضوا، للتأكيد على الكلفة البشرية للصراعات السابقة وربطها بسردية الدولة عن التضحية.
أكدت المناسبة على محاور أساسية في الخطاب الرسمي: الوحدة تحت قيادة الحزب، الاستمرارية بين تضحيات الماضي والتنمية الحاضرة، وأهمية التماسك الاجتماعي لتحقيق التحديث. سلطت السلطات الضوء على قانون حماية الأبطال والشهداء باعتباره الركيزة القانونية للذاكرة الوطنية، مشيرة إلى التدابير الرامية لحفظ مكانة الشهداء وتجريم التشويه أو الإساءة لهم. وقدمت التغطية الحدث بوصفه إحياءً مهيبًا وتعليمًا أخلاقيًا في آن، ضمن جهد متواصل لغرس الروح الوطنية في التعليم والإعلام والحياة العامة.
ويرى محللون ومراقبون أن مثل هذه المراسم تؤدي وظائف متعددة: تكريم الراحلين، ترسيخ شرعية القيادة، وإبراز التضامن الداخلي في ظل الضغوط الاقتصادية والتنافس الجيوسياسي الخارجي. ومن خلال تنظيم فعاليات ضخمة ومرئية على نطاق واسع عشية العيد الوطني، تعزز القيادة الروايات الوطنية التي تربط كفاح الأمس بطموحات الحاضر، وتنسق بين إحياء الذاكرة والتعبئة العامة والرسائل الموجهة للمجتمع.