ناوالعربية

شي وبوتين يعقدان محادثات في بكين

عقد الرئيس الصيني شي جينبينغ ونظيره الروسي فلاديمير بوتين محادثات رفيعة المستوى في العاصمة بكين، ركزت على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ومناقشة أبرز القضايا الإقليمية والعالمية. وجاء هذا اللقاء بعد مشاركة بوتين في قمة منظمة شنغهاي للتعاون بمدينة تيانجين، ليؤكد أهمية الشراكة بين موسكو وبكين، والتي وصفها الزعيمان بأنها من أكثر العلاقات استقرارًا وأهمية […]

شي وبوتين يعقدان محادثات في بكين

عقد الرئيس الصيني شي جينبينغ ونظيره الروسي فلاديمير بوتين محادثات رفيعة المستوى في العاصمة بكين، ركزت على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ومناقشة أبرز القضايا الإقليمية والعالمية. وجاء هذا اللقاء بعد مشاركة بوتين في قمة منظمة شنغهاي للتعاون بمدينة تيانجين، ليؤكد أهمية الشراكة بين موسكو وبكين، والتي وصفها الزعيمان بأنها من أكثر العلاقات استقرارًا وأهمية استراتيجية في المشهد الجيوسياسي المعاصر.

المحادثات تناولت ملفات حساسة، أبرزها الحرب الدائرة في أوكرانيا، والقمة الأخيرة التي جمعت بوتين بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، إضافة إلى استراتيجيات مواجهة تأثير العقوبات الغربية المفروضة على روسيا. الزعيمان شددا على التزامهما بالتعاون في مجالات الطاقة والتجارة والدفاع، في إشارة إلى سعيهما نحو توسيع الروابط الاقتصادية والعسكرية لمواجهة تزايد التوتر مع الولايات المتحدة وحلفائها.

وصول بوتين إلى بكين حظي باستقبال رسمي كبير تميز بالسجادة الحمراء والاستعراضات الرسمية، ما عكس رمزية وأهمية هذه الزيارة. المحادثات شملت أيضًا اجتماعًا ثلاثيًا مع الرئيس المنغولي أوخنا خوريلسوخ، في خطوة أكدت على الرغبة في تعزيز التعاون الإقليمي بين الدول الثلاث. كما تستعد بكين لتنظيم عرض عسكري ضخم بمناسبة الذكرى ٨٠ لهزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية، حيث سيحضر بوتين إلى جانب زعماء آخرين، منهم زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، ما يُظهر اصطفافًا معلنًا في مواجهة القوى الغربية.

محللون غربيون وصفوا اجتماع قادة الصين وروسيا وكوريا الشمالية بأنه بمثابة نشوء "محور جديد" يسعى لإعادة تشكيل موازين القوى على الصعيد العالمي. هذا الاستعراض للوحدة يُعتبر تحديًا مباشرًا للنفوذ الأميركي ورسالة رفض للعقوبات الدولية المفروضة على موسكو عقب عملياتها العسكرية في أوكرانيا. وفي الوقت ذاته، واصل شي سياسة الانفتاح على قادة آخرين مثل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في محاولة لإظهار أن الصين قادرة على موازنة تحالفاتها وتوسيع نفوذها عبر قنوات متعددة.

اللقاء في بكين جاء ليبني على الاتفاقات السابقة التي تم توقيعها في موسكو مطلع العام، والتي شملت التعاون في مجالات التكنولوجيا الرقمية، ومشاريع الطاقة، وإصلاح أنظمة الحوكمة العالمية. وبذلك لا يعكس هذا الاجتماع فقط تعزيزًا للعلاقات الثنائية، بل يسلط الضوء أيضًا على التقارب المتزايد بين القوى غير الغربية في مواجهة التغيرات الجيوسياسية، ما يشير إلى ملامح تحول محتمل في النظام العالمي القائم.