قامت شركة BYD، الرائدة في مجال السيارات الكهربائية في الصين، بخفض هدف مبيعاتها لعام 2025 بشكل غير معلن، إذ قلّصت هدفها السابق البالغ 5.5 مليون سيارة بنسبة تصل إلى 16% ليصبح الهدف الداخلي نحو 4.6 مليون وحدة، وفقًا لمصادر. وإذا تأكد ذلك، فسيعني زيادة لا تتجاوز 7% مقارنة بالعام الماضي — وهو أبطأ معدل نمو سنوي للشركة منذ عام 2020 — ما يعكس تباطؤًا حادًا في سوقها المحلية التي تمثل نحو 80% من مبيعاتها.
تكشف نتائج الشركة الأخيرة عن ضغوط متزايدة: فقد تراجعت أرباح الربع الثاني بنحو 30% منهية سلسلة متواصلة من الأرباح المتنامية، كما توقفت وتيرة الإنتاج (انخفاض بنسبة 0.9% في يوليو على أساس سنوي، وقرابة 4% في أغسطس). كذلك، تراجعت مبيعات الطرازات منخفضة السعر — التي تمثل العمود الفقري لمبيعاتها في السوق المحلية — بنحو 10% في يوليو. وردًا على ذلك، خفّضت BYD الإنتاج، وأجّلت خطط التوسع في القدرة الإنتاجية، وقلّصت الورديات في عدة مصانع، وسط منافسة سعرية شرسة، وفائض في الطاقة الإنتاجية، وتراكم المخزون، وتشديد القوانين المتعلقة بالتخفيضات الكبيرة.
أما على صعيد الأسواق الخارجية، فقد شكّلت متنفسًا للشركة، إذ تضاعفت صادراتها تقريبًا لتصل إلى حوالي 550 ألف وحدة خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2025، مع توسّع في أوروبا وغيرها، لكن النمو الخارجي لم يعوّض بالكامل التراجع المحلي. وكان محللون قد توقّعوا بالفعل أهدافًا أقل قليلًا (بين 4.7 و4.8 مليون) انسجامًا مع توقعات التباطؤ، فيما لم تؤكد الشركة الأرقام علنًا.
ويشير هذا التراجع إلى تحديات أوسع تواجه قطاع السيارات الكهربائية في الصين: ضعف ثقة المستهلكين بسبب أزمة العقارات الطويلة الأمد، وتزايد المنافسة من الشركات المحلية، وتآكل وتيرة النمو السريع السابق. وبالنسبة لـ BYD، فإن مستقبلها يعتمد على إدارة الأسعار وهوامش الربح، وتكييف الإنتاج لتقليل مخاطر تراكم المخزون، وتسريع التوسع الخارجي المربح، وربما تحويل مزيج منتجاتها نحو الطرازات الأعلى ربحية. ويراقب المستثمرون النتائج الفصلية القادمة، وزخم الصادرات، وأي تعديلات على خطط التوسع كإشارات على ما إذا كانت الشركة ستستعيد وتيرة نموها السريع السابقة أم ستستقر عند نمو أبطأ وأكثر استدامة.