تجمع مئات الأشخاص في إحدى الحدائق القريبة من سانت بطرسبورغ لحضور مراسم إزاحة الستار عن نصب تذكاري مخصص للجنود الذين قُتلوا في المعارك بأوكرانيا، ليكون بذلك أول نصب رسمي من نوعه يُقام في مدينة روسية كبرى. سكان مدينة كودروفو، وهي مدينة سريعة النمو تضم العديد من الشباب العاملين في سانت بطرسبورغ، عبّروا عن أملهم في أن يخلد النصب ذكرى من ساهموا – بحسب وصفهم – في كتابة تاريخ البلاد. وكثير من الحاضرين كانت لهم روابط شخصية بالحرب، إذ يخدم بعض أقاربهم حالياً على الخطوط الأمامية.
النصب، الذي يصوّر جنديين يحملان أسلحتهما، جرى تدشينه من قبل حاكم المنطقة ألكسندر دروزدينكو، الذي شدد على أهمية الحفاظ على الذاكرة الجماعية. وقارن تضحيات الجنود الروس في أوكرانيا بتضحيات من دافعوا عن البلاد ضد غزو نابليون عام ١٨١٢، مؤكداً أن "قضيتنا عادلة" ومعرباً عن ثقته في تحقيق النصر في نهاية المطاف.
وشهدت المراسم حضور رجال ونساء من مختلف الأعمار، استمعوا إلى خطاب دروزدينكو تحت أشعة الشمس الساطعة. ويحمل النقش على النصب عبارة "إلى أبطال العملية العسكرية الخاصة"، في إشارة إلى المصطلح الذي تستخدمه الكرملين لوصف الحرب. ويُعد هذا النصب استثناءً لافتاً، إذ يُعتبر التكريم الرسمي الوحيد في محيط موسكو وسانت بطرسبورغ، رغم وجود العديد من النُصب التذكارية في الأقاليم الروسية البعيدة.
وعبّرت عائلات الجنود القتلى عن مشاعر مؤثرة خلال المراسم. فقد قالت آنا كراسنوڤا، التي يخدم زوجها حالياً على الجبهة وفُقد شقيقها في القتال، إن النصب يمثل وسيلة لتخليد التاريخ ومنح معنى لتضحيات أحبائهم. بينما أعرب كيريل درانتسوف، أحد المشاركين، عن أمله في أن يسهم النصب في غرس روح الوطنية لدى الأجيال الشابة، وتعليمهم أهمية الخدمة العسكرية.
اللافت أن النصب لا يتضمن تواريخ محددة ولا إشارات مباشرة إلى أوكرانيا، بل جاء بصيغة عامة تندرج في إطار نهج روسي أوسع يهدف إلى تكريم القتلى من دون التطرق إلى تفاصيل الحرب الدائرة. ويعكس هذا الغموض رغبة في الحفاظ على الطابع الرمزي للتكريم وتفادي الخوض في تعقيدات النزاع المستمر، مع إبراز فكرة التضحية والوحدة الوطنية كقيمة عليا.