أعلنت موسكو أنها نفذت مناورات واسعة النطاق لقواتها الإستراتيجية شملت إطلاقات تجريبية لصواريخ باليستية عابرة للقارات من البر، وصواريخ تطلق من الغواصات، إضافة إلى طلعات لقاذفات إستراتيجية بعيدة المدى. ونشرت وزارة الدفاع الروسية مقاطع مصوّرة أظهرت رئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف وهو يطلع الرئيس فلاديمير بوتين على تفاصيل المناورات التي وُصفت بأنها اختبار لإجراءات القيادة والسيطرة في حال استخدام الأسلحة النووية. وقالت الوزارة إن جميع عناصر "الثالوث النووي" — البر والبحر والجو — شاركت في التدريبات، متضمنة إطلاق صاروخ “يارس” من قاعدة بليسيتسك وصاروخ “سينيڤا” من بحر بارنتس.
وجاءت هذه المناورات في وقت أُعلن فيه تعليق خطط عقد قمة ثانية بين بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد أن أكدت واشنطن أن ترامب “لا يرى فائدة فورية” من لقاء نظيره الروسي. وأوضح الكرملين أن التحضيرات ما زالت جارية لكن من دون تحديد موعد، فيما نقلت مصادر روسية أن موسكو أعادت التأكيد على شروطها المسبقة لأي اتفاق سلام بشأن أوكرانيا، ومنها سيطرة روسيا على إقليم دونباس جنوب شرقي البلاد، وهو موقف يتعارض مع اقتراح ترامب الأخير القاضي بالإبقاء على خطوط الجبهة الحالية.
وبثّ الكرملين مقطع فيديو أظهر بوتين خلال مؤتمر عبر الفيديو مع كبار القادة العسكريين، قائلاً: “اليوم نجري مناورة مخططة — وأشدد على كلمة مخططة — لتدريب القيادة والسيطرة على قواتنا النووية.” وشملت المناورات تدريبات على إطلاق صواريخ عابرة للقارات قادرة على ضرب الأراضي الأمريكية، ما اعتبره محللون غربيون رسالة واضحة إلى واشنطن وحلفائها في ظل تعثّر المفاوضات وتصاعد التوتر.
وجاءت هذه التحركات بالتزامن مع إعلان وزارة الخزانة الأمريكية حزمة عقوبات جديدة تستهدف شركات النفط الروسية الكبرى للضغط على موسكو بشأن حربها في أوكرانيا. وارتفعت أسهم شركات الدفاع الأوروبية عقب تأجيل القمة، بينما واصلت عدة دول في حلف الناتو تنفيذ تدريباتها الخاصة بالردع النووي خلال الشهر نفسه.
ميدانيًا، استمرت المعارك على الأرض بين الطرفين، حيث شنّت روسيا ضربات جوية وصاروخية متبادلة مع هجمات مضادة أوكرانية تسببت في مقتل مدنيين بينهم أطفال، إضافة إلى أضرار واسعة في البنية التحتية وانقطاعات كبيرة للكهرباء مع اقتراب فصل الشتاء. وقالت كييف إنها استخدمت صواريخ “ستورم شادو” الفرنسية-البريطانية لضرب منشأة كيميائية في منطقة بريانسك الروسية، وهو ما نددت به موسكو بشدة. وطالبت السلطات الأوكرانية بدعم دولي إضافي في مجال الطاقة لتجنب أزمة إنسانية وشيكة.