ناوالعربية

رودريغو باز يفوز برئاسة بوليفيا

فاز رودريغو باز، المرشح الوسطي، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في بوليفيا بعد حصوله على نحو ٥٥٪ من الأصوات، متغلبًا على المرشح المحافظ خورخي كيروجا، ليضع بذلك حدًا لما يقرب من عقدين من الحكم الذي هيمن عليه حزب الحركة نحو الاشتراكية (MAS). وتعكس النتيجة حالة الاستياء الشعبي الواسعة وسط ما تصفه السلطات بأنها أسوأ […]

رودريغو باز يفوز برئاسة بوليفيا
فاز رودريغو باز، المرشح الوسطي، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في بوليفيا بعد حصوله على نحو ٥٥٪ من الأصوات، متغلبًا على المرشح المحافظ خورخي كيروجا، ليضع بذلك حدًا لما يقرب من عقدين من الحكم الذي هيمن عليه حزب الحركة نحو الاشتراكية (MAS). وتعكس النتيجة حالة الاستياء الشعبي الواسعة وسط ما تصفه السلطات بأنها أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ جيل كامل، مع ارتفاع معدلات التضخم ونقص الدولار الأميركي وأزمة وقود حادة عطلت الحياة اليومية. ويبلغ باز ٥٨ عامًا، وقد خاض حملته على أساس برنامج إصلاح اقتصادي معتدل يقوم على الحفاظ على البرامج الاجتماعية الأساسية، مع تعزيز النمو القائم على القطاع الخاص وتوسيع اللامركزية المالية الإقليمية ومنح حوافز ضريبية للمشروعات الصغيرة. وتعهد الرئيس المنتخب بإعادة الاستقرار إلى إمدادات الوقود، معلنًا عن خطط لعقد اتفاقيات توريد، وعن مقترح تعاون بقيمة ١٫٥ مليار دولار مع مسؤولين أميركيين. كما وعد بإنهاء أزمة الوقود بعد توليه المنصب، مع خطة تدريجية لإلغاء دعم الوقود الشامل واستبداله بدعم موجه للفئات الضعيفة، مع تحرير الأسعار تدريجيًا في القطاعات الصناعية الكبرى. وسعى كلا المرشحين خلال الحملة الانتخابية إلى استعادة العلاقات مع الولايات المتحدة والحصول على دعم مالي منها لمعالجة هشاشة الاقتصاد البوليفي. وساعد نائب الرئيس المنتخب، إدمان لارا — وهو ضابط شرطة سابق اكتسب شهرة من خلال مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تفضح الفساد — في توسيع قاعدة باز الانتخابية، لا سيما بين الشباب والطبقة العاملة. وحذر محللون من أن الحكومة الجديدة ستواجه تحديات فورية تشمل تأمين العملات الأجنبية لاستيراد الوقود، وكبح التضخم، وبناء تحالفات سياسية في ظل عدم حصول حزب باز الديمقراطي المسيحي (PDC) على أغلبية تشريعية. وتشير النتائج الأولية إلى تقدم الحزب في مجلسي البرلمان دون أن يتمكن من ضمان تمرير القوانين بمفرده، ما سيجبره على التفاوض مع أحزاب أخرى. وحذّر أكبر اتحاد عمالي في البلاد من أنه سيعارض أي إجراءات يُنظر إليها على أنها تهدد المكاسب الاجتماعية، ملمّحًا إلى احتمال اندلاع احتجاجات في حال اعتُبرت الإصلاحات قاسية. وتأتي الانتخابات بعد تراجع حاد في تأييد حزب الحركة نحو الاشتراكية عقب الجولة الأولى الشهر الماضي، في مؤشر على تحوّل سياسي أعمق يعكس رغبة الناخبين في الابتعاد عن النموذج الاقتصادي الذي تقوده الدولة والذي ساد في عهد الحزب الحاكم السابق. ويرى مراقبون أن فوز باز يشكل نقطة تحول رئيسية في السياسة البوليفية، لكنهم يشيرون إلى أن حكومته المقبلة ستواجه معضلة الموازنة بين الإصلاح الاقتصادي والحفاظ على الاستقرار الاجتماعي في ظل ضغوط اقتصادية خانقة.