شددت حركة حماس سيطرتها في قطاع غزة، حيث نفذت إعدامات علنية لرجال متهمين بالتعاون مع القوات الإسرائيلية، وأعادت انتشار مقاتليها بشكل واضح على الطرق المستخدمة في نقل المساعدات الإنسانية. وأظهرت مقاطع مصورة مسلحين ملثمين يجبرون سبعة رجال على الركوع قبل إطلاق النار عليهم في مدينة غزة. وأكد مصدر في حماس وقوع الحادثة، بينما لم يتم التحقق من هوية القتلى أو توقيت الإعدام بشكل مستقل. كما أفادت مصادر أمنية فلسطينية بأن عشرات الأشخاص قتلوا في اشتباكات بين حماس وفصائل منافسة.
وعلى الرغم من استمرار وقف إطلاق النار وانسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من المناطق الحضرية، فقد استمرت الغارات الجوية ونيران الطائرات المسيّرة الإسرائيلية. وقالت وزارة الصحة في غزة إن هجمات شرق مدينة غزة وغارة قرب خان يونس أسفرت عن قتلى وجرحى. وذكرت إسرائيل أن قواتها أطلقت النار على أشخاص تجاوزوا خطوط الهدنة رغم التحذيرات، فيما اتهمت حماس إسرائيل بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار. ولا تزال القوات الإسرائيلية منتشرة في أجزاء واسعة من القطاع، حتى مع عدم وصول الزيادات الموعودة في المساعدات الإنسانية إلى معظم السكان البالغ عددهم نحو ٢,٢ مليون نسمة الذين يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء.
وأكدت حماس أنها ستفرض النظام في غزة عبر استهداف المتعاونين والمسلحين والمهربين، وبدأت إزالة الركام وإصلاح البنية التحتية لفتح الطرق الحيوية لوصول المساعدات. لكن إعادة بسط نفوذها تعقد الجهود الرامية إلى تطبيق تسوية طويلة الأمد ضمن خطة وقف إطلاق النار التي تقودها الولايات المتحدة، والتي تطالب إسرائيل بأن تتخلى حماس عن سلاحها — وهو مطلب ترفضه الحركة بشدة. ولم يسفر الاجتماع الدولي الأخير الذي شاركت في استضافته واشنطن عن أي تقدم علني نحو إنشاء قوة دولية أو هيئة حاكمة جديدة للقطاع.
وجاء اتفاق الهدنة بعد هجوم السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ الذي شنته حماس وما أعقبه من حملة عسكرية إسرائيلية طويلة قالت وزارة الصحة في غزة إنها أدت إلى مقتل ما يقرب من ٦٨ ألف شخص وتدمير مساحات واسعة من القطاع، فيما يُعتقد أن آلاف الجثث ما تزال تحت الأنقاض. ومنذ بدء الهدنة، أبلغ الدفاع المدني في غزة عن انتشال مئات الجثث، بينما بدأت قوافل الإغاثة وأعمال إزالة الأنقاض تحت حماية مسلحة. وقالت منظمة اليونيسف إن إمدادات حيوية وصلت إلى القطاع لكنها طالبت بتوسيع نطاق المساعدات بشكل عاجل.
وفي إسرائيل، تواصل عائلات الرهائن المطالبة بمعرفة مصير أحبائها الذين اختُطفوا عام ٢٠٢٣، إذ أكدت السلطات استعادة أربع جثث، بينما لا يزال ٢٣ رهينة على الأقل في عداد القتلى المعلنين، وآخرون ما زالوا مفقودين. ومع الأزمة الإنسانية المتفاقمة والدمار الهائل والمطالب السياسية غير المحسومة، تظل الهدنة هشة للغاية، فيما يحذر المراقبون من أن استمرار العنف وانعدام الثقة المتبادل وتضارب المطالب الأمنية يمثل عوائق كبرى أمام استقرار غزة وتحقيق سلام دائم.