شهدت العاصمة اللبنانية بيروت تجمعات حاشدة لأنصار حزب الله في الذكرى الأولى لاغتيال الأمين العام السابق حسن نصر الله، حيث توافد المشاركون إلى موقع الانفجار في منطقة حارة حريك لإقامة وقفة بالشموع تخللتها نعوش رمزية وصور لنصر الله وخليفته الراحل هاشم صفي الدين، إلى جانب هتافات تتهم إسرائيل بالمسؤولية. المنظمون وصفوا الفعاليات بأنها "تكريم سلمي"، فيما اكتفت القوى الأمنية بمتابعة الوضع من بعيد من دون تدخل مباشر. الحشود تزايدت رغم الحظر الحكومي على إحياء الذكرى، كما نظّم الحزب فعاليات موازية في أرجاء العاصمة، شملت عرض صورة نصر الله على صخور الروشة ومراسم متعددة الأيام بإشراف جهازه الإعلامي.
نصر الله، الذي قاد حزب الله لمدة ٣٢ عامًا وحوّله إلى قوة إقليمية مؤثرة، قُتل مع صفي الدين في غارات جوية عنيفة نُسبت إلى إسرائيل في أواخر أيلول ٢٠٢٤، وهو حدث اعتبره محللون ضربة كبيرة للحزب وحلفائه ونقطة تحول في مسار الصراع. ورغم دخول هدنة بين لبنان وإسرائيل حيز التنفيذ في تشرين الثاني ٢٠٢٤، استمرت الغارات الإسرائيلية المتقطعة على مواقع قالت تل أبيب إنها تابعة لحزب الله في جنوب لبنان.
الفعاليات التذكارية هدفت إلى تأكيد التماسك الداخلي بعد خسائر القيادة، وطمأنة القاعدة الشعبية، وإظهار الدعم الجماهيري في وقت تتزايد فيه الدعوات الأميركية والسعودية لنزع سلاح الحزب. مراقبون أشاروا إلى أن الحزب أعاد هيكلة عملياته عبر توزيع عناصره، وتشديد الإجراءات الأمنية، وإعادة تأهيل بنيته التحتية وخطوط إمداده، وذلك رغم الضغوط الداخلية والتدقيق الدولي.
تصريحات عائلية سبقت الذكرى — من بينها حديث جواد نصر الله عن الأيام الأخيرة لوالده وتلميحاته إلى خرق أمني إسرائيلي سبق عملية الاغتيال — أبرزت الأثر الشخصي والتنظيمي العميق لتلك الأحداث. محللون أمنيون ومسؤولون إقليميون يترقبون ما إذا كانت هذه الفعاليات ستبقى سلمية أم ستتسبب في تصعيد إضافي، خصوصًا في ظل استمرار الضربات عبر الحدود وتنامي التوترات في جنوب لبنان.