دعا نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم السعودية إلى فتح "صفحة جديدة" مع الحزب اللبناني المسلح والتوحد في مواجهة إسرائيل. وفي مقابلة مع قناة المنار، عرض قاسم ثلاثة شروط للتقارب السعودي-الحزبي: الحوار لتسوية الخلافات، الاعتراف بأن إسرائيل—وليس "المقاومة"—هي عدو المنطقة، و"تجميد الخلافات السابقة". وأكد أن أسلحة حزب الله موجهة فقط نحو إسرائيل، مشدداً على أن الضغط على الحزب لا يخدم سوى المصالح الإسرائيلية؛ محذراً من أن القضاء على المقاومة سيحوّل العبء إلى دول أخرى.
تأتي هذه الدعوة وسط تصاعد الضربات الإسرائيلية في جنوب لبنان، التي أسفرت عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة ١١ آخرين. وأعلنت إسرائيل أنها استهدفت قائداً في حزب الله ينتمي إلى قوة الرضوان الخاصة، إضافة إلى سفينة تُستخدم في جمع المعلومات الاستخباراتية. رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام ندد بالهجمات واعتبرها ترهيباً وانتهاكاً لوقف إطلاق النار الموقع عام ٢٠٢٤، والذي يُلزم حزب الله بالتجريد من السلاح والانتقال شمال نهر الليطاني مقابل انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية. ورغم الاتفاق، تواصل إسرائيل قصفها اليومي وتحافظ على وجودها في عدة نقاط بالجنوب.
قاسم وصف ترسانة حزب الله بأنها ضمانة دفاعية لسيادة لبنان، رافضاً نزع السلاح باعتباره خدمة لأجندة إسرائيلية. واعتبر أن إسرائيل تمثل بؤرة استعمارية دعمتها بريطانيا أولاً ثم الولايات المتحدة، متهماً إياها بارتكاب جرائم وحشية و"إبادة جماعية" عقب الغارة على قطر في ٩ سبتمبر. وأضاف أن الحرب الناعمة والعقوبات واتفاقيات أبراهام فشلت في تحقيق نصر سريع لواشنطن وتل أبيب، ما دفعهما إلى تبني إجراءات أشد.
الدعوة إلى تعاون سعودي-حزبي تعكس توترات إقليمية أوسع. فقد صنفت السعودية حزب الله منظمة إرهابية عام ٢٠١٦ بسبب أدواره في سوريا واليمن. ومؤخراً وقّعت الرياض اتفاقية دفاع مشترك مع باكستان النووية، في خطوة ربطها مراقبون بالهجوم الإسرائيلي على قطر. ويرى محللون أن المسؤولين السعوديين يتعاملون بحذر، فيوازنـون بين انتقاد حزب الله والمضي في محادثات التطبيع مع إسرائيل.
يسعى قاسم من خلال مبادرته إلى تقليص العداء العربي تجاه حزب الله، مؤكداً أن العداء السعودي يقوي موقف إسرائيل. وحث الرياض على اعتبار إسرائيل العدو الأول والنظر في جهود مشتركة للدفاع عن الفلسطينيين. وبينما لم يصدر رد سعودي بعد، فإن توقيت الدعوة يبرز رغبة حزب الله في تأكيد أهميته السياسية وتحويل التركيز الإقليمي مجدداً نحو الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وسط تصاعد المواجهات العسكرية على الحدود الجنوبية للبنان.