فاز حزب العمل والتضامن الموالي لأوروبا (PAS) في مولدوفا بانتصار برلماني حاسم، حيث حصل على أكثر من ٥٠٪ من الأصوات مقابل حوالي ٢٤٪ للتحالف الوطني الموالي لروسيا المعروف بـ"الكتلة الوطنية"، وذلك وفقًا للنتائج شبه النهائية الصادرة عن لجنة الانتخابات. يمنح هذا الفوز حزب PAS تفويضًا واضحًا لمتابعة مسار الاندماج الأوروبي، مما يعزز الهدف المعلن للحكومة بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بحلول عام ٢٠٣٠.
شكر زعيم الحزب إيغور غروسو الناخبين بعد إغلاق صناديق الاقتراع. وكانت استطلاعات الرأي قبل الانتخابات قد أشارت إلى سباق متقارب، لكن النتائج النهائية أعطت الحزب أغلبية محتملة منفردة أو موقعًا مهيمنًا في البرلمان. ويرى مراقبون أن هذه النتيجة تمثل نقطة تحول في الصراع الطويل بين التوجهات الموالية لأوروبا والميالة لروسيا في البلاد.
جرت الحملة الانتخابية وسط توترات شديدة؛ إذ اتهمت السلطات روسيا بمحاولات التأثير على التصويت عبر التضليل وشراء الأصوات — وهي تهم نفتها موسكو — كما استبعد مسؤولو الانتخابات حزبين مواليين لروسيا من قوائم الاقتراع بدعوى التمويل غير القانوني. وتبادل الطرفان الاتهامات بارتكاب مخالفات خلال الحملة ويوم الاقتراع.
من جانبه، دعا إيغور دودون، الزعيم المشارك للكتلة الوطنية، أنصاره للاحتجاج أمام البرلمان، زاعمًا — دون تقديم أدلة — أن الحكومة تخطط لإلغاء النتائج. وتراقب السلطات ما إذا كانت تلك الدعوات ستترجم إلى مظاهرات. وأشار مراقبون دوليون إلى أن التصويت كان تنافسيًا في المجمل، لكنهم رصدوا مشكلات لوجستية وشكاوى من ضغوط سياسية.
ويتوقع محللون أن تُسرّع أغلبية حزب PAS تنفيذ الإصلاحات المتعلقة بسيادة القانون، ومكافحة الفساد، والتغييرات الإدارية المطلوبة لمسار الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فيما يحذر منتقدون من مخاطر ناتجة عن تركّز السلطة بشكل سريع. وتشكل هذه النتيجة إعادة رسم للمشهد السياسي الداخلي لمولدوفا ومسارها الجيوسياسي في ظل التوترات الإقليمية.