اندلع حريق غابات في أبرشية بومبيرو التابعة لبلدية بانتون في مقاطعة لوغو، وقد التهم بالفعل أكثر من ١٥٠ هكتاراً. الحريق، المعروف باسم "فيريرا دي بانتون"، يتجه نحو قرية لوميس القريبة، ما دفع وزارة الشؤون الريفية الإقليمية إلى الإبقاء على إنذار وقائي من المستوى ٢.
الدخان الكثيف الناتج عن الحريق مرئي في أنحاء لوغو ويمتد إلى أورينسي، حيث أدى إلى انعدام شبه كامل في الرؤية وإيقاف عمل وحدات الإطفاء الجوية. كما أن ظاهرة الانعكاس الحراري—الناجمة عن حبس الهواء الدافئ فوق طبقة من الهواء البارد والكثيف في الوديان—منعت تشتت الدخان، ما فاقم الأوضاع وقيّد حركة الرياح. وبسبب خطورة طبقة الدخان، انسحبت فرقة إطفاء تابويو القادمة من ليون من العملية.
بعض السكان قرب لوميس رفضوا الإخلاء، مبررين ذلك بمخاوف من استنشاق الدخان أكثر من الخطر المباشر للنيران. أحد رجال الإطفاء تعرض لحالة اختناق بالدخان، نُقل إلى مستشفى مونفورتي وتلقى العلاج ثم خرج لاحقاً تلك الليلة. لم تُسجل وفيات حتى الآن.
السلطات فعّلت "الوضع ٢" (إنذار المستوى ٢) مباشرة بعد اندلاع الحريق لقربه من لوميس. وتواصل فرق الطوارئ احتواء محيط النيران مع مراقبة الطرق وخطوط السكك الحديدية تحسباً لأي إغلاق محتمل. كما نصحت السلطات بعدم السفر إلا للضرورة القصوى وحثّت المواطنين على الالتزام بتعليمات السلامة.
وأوضح خبير الأرصاد كارلوس أوتيرو من "ميتيوغاليسيا" أن مرتفعاً جوياً حديثاً فوق غاليسيا، مقترناً بقلة الرياح، تسبب في حدوث انعكاس حراري. في هذه الحالة، يستقر الهواء البارد في الوديان بينما يبقى الهواء الدافئ في الأعلى، ما يشكل "سدادة" تحبس الدخان وتعيق دوران الغلاف الجوي. وأضاف أن الانعكاس سيتبدد تدريجياً مع ارتفاع حرارة الوديان بفعل الشمس، لكن العملية بطيئة في التضاريس المظللة شديدة الانحدار.
الانتشار السريع للحريق، والظروف الجوية المعاكسة، وضعف الدعم الجوي يبقي الوضع هشاً، ما يدفع السلطات إلى الإبقاء على حالة التأهب القصوى والتركيز على الاحتواء وضمان سلامة السكان.