دخلت العاصمة البرتغالية لشبونة في حالة حداد بعد أن خرج القطار الجبلي التاريخي "إليفادور دا غلوريا" عن مساره واصطدم بمبنى على تلة شديدة الانحدار في وسط المدينة، مما أسفر عن مقتل ١٥ شخصاً على الأقل وإصابة ١٨ آخرين، من بينهم خمسة في حالة حرجة. العربة الصفراء المشابهة للترام، التي تنقل الركاب منذ عام ١٨٨٥ عبر خط يبلغ طوله ٢٦٥ متراً بين ساحة ريستاورادوريس وحي بايرو ألتو وتخدم حوالي ثلاثة ملايين راكب سنوياً، فقدت على ما يبدو كابل السحب فانزلقت بشكل غير قابل للسيطرة قبل أن تصطدم بمبنى خلال ساعة الذروة المسائية. شهود عيان وصفوا المشهد المروع حيث اندفعت العربة بسرعة هائلة وتفككت عند الاصطدام، مشيرين إلى أن بعض الضحايا من جنسيات أجنبية وأن طفلاً كان بين المصابين.
فرق الإنقاذ استجابت بسرعة كبيرة، حيث شارك ٦٢ عنصراً و٢٢ آلية في عمليات الإغاثة، وتمكنوا خلال ساعتين فقط من انتشال الجرحى من بين الحطام. العربة دُمّرت بالكامل تقريباً، وتناثرت أجزاء كبيرة منها في الشارع. المستشفيات استقبلت المصابين وقدمت لهم الرعاية الطبية اللازمة، فيما أكدت السلطات أن دعماً قنصلياً متوفراً للأجانب المتضررين من الحادث.
النيابة العامة فتحت تحقيقاً رسمياً، وتعمل فرق الشرطة والخبراء الجنائيين على فحص كابل السحب والفرامل والمحركات وسجلات الصيانة، بينما صودرت العربة المتضررة لإخضاعها للفحص الفني. شركة كارّيش، المشغلة للمرفق البلدي، ذكرت أن الفحوص اليومية والشهرية الروتينية كانت قد أُجريت بالفعل، لكنها علقت تشغيل باقي القطارات الجبلية وخدمات الترام مؤقتاً ريثما تُستكمل مراجعات السلامة. كما أمرت بلدية لشبونة بعمليات تفتيش عاجلة لجميع أنظمة النقل بالقطارات الجبلية والترام.
القيادة الوطنية أعربت عن حزنها العميق، وأعلنت الحكومة يوماً للحداد الوطني تكريماً للضحايا. كما وردت برقيات تعزية وعروض دعم من قادة أوروبيين وزعماء الاتحاد الأوروبي. النقابات العمالية ومسؤولو المدينة دعوا إلى تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق وضمان معايير سلامة أقوى للمواصلات التراثية التي تشكل جزءاً من هوية العاصمة. وأكدت السلطات أن النتائج الفنية الأولية ستُنشر بعد انتهاء الفحوص، بينما يجري التنسيق لتقديم الدعم للضحايا وأسرهم، بما في ذلك ترتيبات إعادة الجثامين وخدمات الرعاية النفسية للمصابين وأقاربهم.