أعلنت شركة "جاكوار لاند روفر" (JLR)، الذراع الفاخرة لشركة "تاتا موتورز"، عن بدء استئناف تدريجي للإنتاج في مصانعها بالمملكة المتحدة بعد هجوم إلكتروني تسبب في شلل شبه كامل استمر قرابة ثلاثة أسابيع. وقد بدأ الخرق الأمني في ٣١ أغسطس، وأصاب أنظمة تكنولوجيا المعلومات في مصانع الشركة الثلاثة في سوليهول، وولفرهامبتون، وهاليوود، مما أوقف إنتاج ما يقارب ١,٠٠٠ سيارة يوميًا وعطّل معظم موظفيها البالغ عددهم ٣٣,٠٠٠.
خلال فترة التوقف، تكبدت الشركة خسائر تقدَّر بنحو ٦٨ مليون دولار أسبوعيًا، وهو ما انعكس في تراجع مبيعات يوليو بحوالي ١١٪، لتزداد الضغوط على الشركة بعد الأعباء التي سببتها الرسوم الجمركية الأميركية السابقة على الواردات. كما عطل الهجوم الأنظمة المالية الخاصة بإدارة مبيعات الجملة، مما أجبر الشركة على إبلاغ المورّدين بأن بعض الأنظمة عادت للعمل جزئيًا فقط.
من جانبها، تدخلت الحكومة البريطانية بضمان قرض بقيمة ١.٥ مليار جنيه إسترليني (ما يعادل نحو ٢ مليار دولار) بهدف استقرار سلاسل التوريد الخاصة بالشركة وتفادي تداعيات اقتصادية أوسع. وأوضح المتحدث باسم JLR أن إعادة التشغيل تتم "بشكل محسوب ومنضبط"، بالتعاون مع خبراء الأمن السيبراني والمركز الوطني للأمن السيبراني والشرطة، لضمان استعادة الأنظمة بأمان مع إعادة تشغيل منصات الخدمات اللوجستية والفوترة والمبيعات تدريجيًا.
من المقرر أن يبدأ الإنتاج أولًا في مصنع المحركات بوولفرهامبتون في ٦ أكتوبر، على أن تلتحق بقية الخطوط في الأسابيع التالية. وحذّر خبراء الصناعة من أن الوصول إلى الطاقة الإنتاجية الكاملة قد يستغرق عدة أسابيع إضافية.
كما خفّض محللو المال توقعاتهم لـ "تاتا موتورز"، حيث توقعت وكالة "موديز" انخفاض الأرباح التشغيلية المجمعة للسنة المالية ٢٠٢٥-٢٠٢٦ إلى نحو ٨٥٠ مليون دولار، انخفاضًا من توقعات سابقة بلغت نحو ٣ مليارات دولار، نتيجة الخسائر السيبرانية وتأثيرها على عمليات التسليم لأوروبا وأميركا الشمالية.
ويبرز الهجوم حجم المخاطر الإلكترونية المتزايدة التي تواجهها شركات التصنيع العالمية، مما دفع لمطالبات بتعزيز الدفاعات الرقمية. ورغم حجم الاضطراب، أكدت إدارة JLR أن استراتيجيتها طويلة الأجل — المتمثلة في كهربة طرازاتها والاستمرار بالاستثمار في منشآت بريطانيا والهند — ما زالت ثابتة، مع إعطاء الأولوية القصوى حاليًا لاستعادة الاستقرار في الإنتاج.