كثّفت السلطات الصحية في جمهورية الكونغو الديمقراطية جهود الاحتواء والتحقيق بعد أن أودى تفشي وباء إيبولا المُعلن حديثًا في مقاطعة كاساي بحياة ١٥ شخصًا، فيما تم تسجيل ٢٨ حالة مؤكدة أو مشتبه بها حتى الآن. وتشمل الوفيات أربع حالات بين العاملين الصحيين؛ إذ سُجلت ١٤ حالة وفاة في قرية بولابي وحالة واحدة في منطقة مويكا. وقد تم رصد البؤرة الأولى عقب إدخال سيدة حامل تبلغ من العمر ٣٤ عامًا من بولابي إلى المستشفى في أغسطس وهي تعاني من حمى شديدة وتقيؤ ونزيف، قبل أن تفارق الحياة نتيجة فشل عضوي. وأظهرت الفحوص المخبرية لاحقًا إصابتها بسلالة إيبولا زائير، ما دفع وزارة الصحة الوطنية لإعلان التفشي رسميًا.
فرق من منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع فريق الاستجابة السريعة التابع للكونغو نُشرت في كاساي لدعم عمليات تحديد الحالات وتعقّب المخالطين وضمان الرعاية الآمنة للمرضى وتطبيق إجراءات الوقاية من العدوى. وقد سلّمت المنظمة معدات مخبرية متنقلة وأدوات حماية شخصية وإمدادات طبية، كما نسّقت جهود الوبائيات الميدانية والتواصل المجتمعي بهدف الحد من انتقال العدوى. السلطات الصحية المحلية أغلقت بعض المرافق المتأثرة أو وضعتها تحت المراقبة وتركّز على حماية العاملين الصحيين بعد الخسائر التي طالت الطواقم الطبية.
الوضع الوبائي لا يزال متقلبًا، ويتوقع المسؤولون تسجيل حالات إضافية مع استمرار الفحوص والمراقبة. إذ ينتقل الفيروس عبر الملامسة المباشرة للسوائل الجسدية المصابة، ويزداد خطر انتشاره في المناطق التي تعاني ضعف البنية الصحية ونقص الإمدادات وصعوبة الوصول إلى القرى النائية. وتركز فرق الصحة العامة على عزل الحالات المشتبه بها بسرعة، وإطلاق حملات تطعيم بالحلقات عند الإمكان، واعتماد ممارسات دفن آمنة لتقليل العدوى بعد الوفاة، إضافة إلى إشراك المجتمعات لمواجهة الشائعات وتشجيع الإبلاغ المبكر عن الأعراض.
ويُعد هذا التفشي حلقة جديدة في سلسلة طويلة من موجات إيبولا في الكونغو، مما يبرز هشاشة الوضع الصحي رغم الخبرة المتراكمة من الاستجابات السابقة. ويؤكد المسؤولون على ضرورة الاستفادة من الدروس السابقة لتسريع الاحتواء بالتوازي مع تعزيز القدرات المخبرية ومراكز العلاج وتوفير معدات الحماية. وقد أعرب شركاء دوليون عن استعدادهم لتقديم الدعم الفني واللوجستي والمادي، فيما يواصل المحققون إجراء دراسات وراثية وتعقبًا للمخالطين لفهم سلاسل العدوى بشكل أدق وتوجيه التدخلات على نحو أكثر فعالية.