تفاقم أزمة مستشفيات غزة وسط الحصار

أظهر مقطع مصوّر من مستشفى الهيلو في مدينة غزة غرفًا وأسرّة مغطاة بالأنقاض، بينما أفادت مصادر طبية فلسطينية بأن دبابات إسرائيلية تحاصر المستشفى الذي يرقد فيه ما لا يقل عن ١٢ رضيعًا داخل حضّانات، في وقت أبلغ فيه الأطباء عن تعرضه للقصف. ودعا ريكاردو بيريس، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، إلى إجلاء عاجل لـ ٢٥ طفلًا مريضًا أو خدّج، مؤكدًا أن غزة تحولت إلى ساحة قتال بلا ملاذ آمن. السلطات الإسرائيلية لم تصدر أي تعليق. وقال بيريس: "لقد حان الوقت لنقلهم لأن مدينة غزة تحولت مجددًا إلى ساحة معارك، لكن إلى أين؟ لا يوجد مكان آمن يمكنهم الذهاب إليه". فيما ذكرت منظمة الصحة العالمية أن أربعة مرافق صحية في غزة أُغلقت هذا الشهر بسبب استمرار القتال. بالتوازي، كشف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن خطة من ٢٠ بندًا لإنهاء الحرب في غزة، قدّمها إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد لقائهما في البيت الأبيض. تدعو الخطة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وانسحاب إسرائيلي جزئي، وإطلاق سراح جميع الرهائن خلال ٧٢ ساعة مقابل الإفراج عن نحو ١,٩٥٠ أسيرًا فلسطينيًا وجثامين آخرين. كما تنص على نزع سلاح غزة وتفكيك البنية التحتية العسكرية لحماس، مع استبعاد الحركة من أي دور إداري. وتقترح إدارة انتقالية تكنوقراطية للقطاع تحت إشراف "مجلس سلام" دولي يرأسه ترامب، بينما تشرف الأمم المتحدة على إعادة الإعمار والمساعدات الإنسانية المرتبطة باستثمارات دولية. الانسحاب الإسرائيلي الكامل سيكون تدريجيًا ومشروطًا بضمانات أمنية. وتترك الخطة مسألة الدولة الفلسطينية مفتوحة، لكنها تربطها بإصلاحات صارمة وشروط للحكم الرشيد. نتنياهو أعلن تأييده للخطة، بينما لم تشارك حماس في المفاوضات ولم تعلن قبولها بها. أما ردود الفعل الدولية فجاءت متباينة، إذ رحبت بعض الدول العربية بحذر، في حين رفضتها أخرى بدعوى المساس بالسيادة والشرعية. ويرى منتقدون أن الخطة تواجه تحديات كبيرة في فرض نزع السلاح، وضمان تعاون سكان غزة، والتأكد من التزام حماس، لكن ترامب يروّج لها باعتبارها "الطريق الأكثر واقعية" لإنهاء الصراع وإقامة "غزة جديدة".