استخدمت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق متظاهرين شباب في العاصمة ليما، مع استمرار موجة جديدة من الاحتجاجات ضد الرئيسة دينا بولوارتي، بعد أسبوع واحد فقط من صدامات سابقة أسفرت عن إصابات في صفوف الشرطة والمتظاهرين والصحفيين. بدأت الاضطرابات على خلفية إصلاح جديد لنظام التقاعد يفرض على جميع البيروفيين من عمر ١٨ عامًا فما فوق الانضمام إلى مزود للمعاشات، لكنها سرعان ما توسعت لتتحول إلى انتفاضة أوسع نطاقًا غذّتها قضايا قديمة متجذرة، مثل فضائح الفساد، وانعدام الأمن الاقتصادي، وتصاعد معدلات الجريمة، وانعدام المساءلة عن مقتل عشرات المتظاهرين على يد قوات الأمن منذ تولي بولوارتي منصبها عقب عزل الرئيس السابق بيدرو كاستييو.
آلاف المتظاهرين، ومعظمهم من جيل ما بعد الألفية، احتشدوا في الشوارع المركزية وهم يهتفون "ارحلي يا بولوارتي"، وأقاموا حواجز مؤقتة ورشقوا الحجارة في مواجهات مع قوات الأمن قرب ساحة سان مارتين والمناطق المحيطة بها. ورافقت الشرطة مجموعات من المتظاهرين لإبعادهم عن الشوارع الرئيسية، في حين نشرت أسلحة لتفريق الحشود. وأفاد صحفيون بمشاهد فوضوية مع انتشار سحب الغاز المسيل للدموع في أرجاء المركز التاريخي للمدينة. ووفق تقارير أولية، أُصيب ما لا يقل عن ١٨ شخصًا من بينهم متظاهرون وضباط وأعضاء في الصحافة.
دافعت حكومة بولوارتي عن إصلاح المعاشات باعتباره ضرورة لتحقيق الاستقرار المالي، وأدانت الأفعال العنيفة التي شهدتها المظاهرات، بينما وجهت منظمات حقوقية انتقادات لاذعة لرد الشرطة "المفرط"، محذرة من أن تجاهل مطالب الشباب قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد. وقد تضاعف الغضب الشعبي بسبب التراجع الحاد في معدلات تأييد الرئيسة والبرلمان على حد سواء، وهو ما يعكس فقدانًا عميقًا للثقة بين الأجيال الشابة والنخب السياسية. ويرى مراقبون أن الاحتجاجات التي بدأت في ليما مرشحة للامتداد إلى المدن الإقليمية، ما قد يزيد الضغط على إدارة بولوارتي ما لم يتم اللجوء إلى حوار سياسي أو إصلاحات ملموسة.