أعلنت شركة تسلا عن مكاسب متواضعة في بعض الأسواق الأوروبية خلال شهر سبتمبر، لكن الصورة العامة تبقى غير مستقرة مع احتدام المنافسة وجمود مجموعة طرازاتها. فقد ارتفعت التسجيلات على أساس سنوي في فرنسا والدنمارك للمرة الأولى في عام ٢٠٢٥، كما شهدت إسبانيا زيادة بنسبة ٣,٤٪ مع بيع ما يقرب من ٣,٠٠٠ سيارة، مدفوعة بشكل أساسي باستمرار الطلب على طراز Model ٣ ونسخة Model Y المجددة التي أُطلقت في يونيو. كما حافظت النرويج على مسارها التصاعدي، مما عزز حضور العلامة التجارية في منطقة الشمال.
وعلى الجانب الآخر، انخفضت المبيعات في عدة أسواق رئيسية. فسجلت السويد وهولندا الشهر التاسع على التوالي من التراجع، بينما انخفضت تسجيلات إيطاليا في سبتمبر بنسبة ٢٥,٦٪. أما في ألمانيا والمملكة المتحدة، وهما من أكبر أسواق السيارات الكهربائية في أوروبا، فتواجه تسلا ضغوطًا متزايدة من الشركات التقليدية مثل فولكسفاغن وبي إم دبليو ومرسيدس، بالإضافة إلى الشركات الصينية الصاعدة بسرعة مثل BYD وNio، التي تقدم مجموعة أوسع وأرخص من الطرازات تجذب المشترين الباحثين عن الأسعار المنخفضة.
وتشير الأرقام الأوسع إلى حجم التحديات التي تواجه الشركة. ففي الفترة من يناير إلى أغسطس، تراجعت مبيعات تسلا في الاتحاد الأوروبي بنسبة تقارب ٤٣٪ على أساس سنوي، في حين ارتفعت تسجيلات السيارات الكهربائية في الكتلة بنسبة ٢٤,٨٪. ويرى محللون أن السبب يعود إلى محدودية محفظة الطرازات وقدمها، إذ لم تُطلق الشركة أي سيارة جماهيرية جديدة منذ Model Y في ٢٠٢٠، وهو ما يشكل عائقًا بنيويًا مقارنة بالمنافسين الذين يقدمون سيارات كهربائية صغيرة وبأسعار مناسبة تجذب قاعدة أوسع من المستهلكين.
كما لعبت العوامل المرتبطة بسمعة الرئيس التنفيذي إيلون ماسك دورًا سلبيًا، إذ أثارت دعمه المالي لدونالد ترامب في انتخابات ٢٠٢٤ الأميركية وتأييده العلني لأحزاب يمينية متطرفة في أوروبا دعوات لمقاطعة منتجات الشركة في بعض الأسواق، مما أضاف عقبة غير سعرية أمام المبيعات. بالإضافة إلى ذلك، أثارت إستراتيجية التسعير المتقلبة والمتهمة بانعدام الشفافية قلق العديد من المشترين المحتملين.
ورغم هذه التحديات، تظل تسلا واحدة من العلامات الأكثر مبيعًا للسيارات الكهربائية في القارة. ويُظهر الارتفاع المحدود في سبتمبر في بعض الدول أن العلامة لا تزال قادرة على اقتناص فرص النمو، بفضل الشعبية المستمرة لـ Model ٣ والجاذبية المتجددة لـ Model Y. كما أن شبكة خدماتها القوية وسمعة علامتها التجارية ما زالت تساعد في تعويض بعض خسائرها التنافسية.