ناوالعربية

ترحيل صحفي سلفادوري ولمّ شمله مع ابنيه

عاد الصحفي السلفادوري ماريو غيفارا إلى بلاده بعد ترحيله من الولايات المتحدة، ليلتقي مجددًا بابنيه في مطار مونسينور روميرو الدولي في سان سلفادور، منهياً أشهرًا من الفراق القسري في مشهد مؤثر أعاد إشعال الجدل حول حرية الصحافة وسياسات الهجرة الأميركية. غيفارا، الذي قضى أكثر من ١٠٠ يوم في الاحتجاز الفدرالي قبل ترحيله، استُقبل بالأحضان من […]

ترحيل صحفي سلفادوري ولمّ شمله مع ابنيه
عاد الصحفي السلفادوري ماريو غيفارا إلى بلاده بعد ترحيله من الولايات المتحدة، ليلتقي مجددًا بابنيه في مطار مونسينور روميرو الدولي في سان سلفادور، منهياً أشهرًا من الفراق القسري في مشهد مؤثر أعاد إشعال الجدل حول حرية الصحافة وسياسات الهجرة الأميركية. غيفارا، الذي قضى أكثر من ١٠٠ يوم في الاحتجاز الفدرالي قبل ترحيله، استُقبل بالأحضان من أفراد عائلته وابنيه أوسكار (٢١ عامًا) وجونّاتان (١٤ عامًا). قال ابنه الأكبر إنهم شعروا بـ“الراحة لأن والدهم على قيد الحياة”، رغم استمرار القلق بشأن مستقبلهم بعد الانفصال الطويل. الصحفي المخضرم عاش في الولايات المتحدة لأكثر من عقدين، واشتهر بتغطيته المباشرة للمداهمات الأمنية والهجرات والاحتجاجات. اعتُقل في يونيو أثناء بث مباشر لتظاهرة في منطقة أتلانتا، وهو الحادث الذي أدى إلى إلغاء تصريح عمله، ثم رفض طلباته القانونية مما انتهى بترحيله. ورغم إسقاط التهم الجنائية الأصلية، فإن سلطات الهجرة استندت إلى “مشكلات إجرائية” لتبرير قرار الإبعاد. عند عودته، أعلن غيفارا أنه سيواصل عمله الصحفي من بلاده، مركزًا على قضايا الهجرة وحقوق الإنسان والرقابة الحكومية. وقال إنه يشعر بالاقتلاع من المجتمع الذي خدمه لعقود، لكنه مصمم على الاستمرار في “الكتابة للحقيقة”. قضيته أثارت موجة انتقادات واسعة من منظمات الدفاع عن الصحفيين وحقوق الإنسان، منها لجنة حماية الصحفيين (CPJ) والاتحاد الأميركي للحريات المدنية (ACLU)، التي رأت أن احتجاز وترحيل صحفي كان يوثّق احتجاجًا “يوجه رسالة خطيرة” قد تُخيف المراسلين من تغطية تظاهرات أو تحقيقات تتعلق بالسلطات. في أتلانتا، نظم أنصاره وقفات تضامنية وحملات إلكترونية للمطالبة بإعادة النظر في القرار، فيما يرى قانونيون أن خيارات الطعن محدودة ومعقدة. يواجه غيفارا واقعًا صعبًا بعد ترحيله، إذ ترك خلفه ابنين أميركيين الجنسية، أحدهما يعاني من حالة صحية خاصة، وكان قد قدّم طلبًا للحصول على الإقامة الدائمة (البطاقة الخضراء) عبر لمّ الشمل الأسري قبل ترحيله. وتبقى قضيته مثالًا على الضغوط التي يواجهها الصحفيون المهاجرون بين واجبهم المهني وواقع الهجرة القاسي في الولايات المتحدة.