ألقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطابًا استمر 56 دقيقة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، جمع فيه بين هجوم واسع على المنظمة الدولية، وتحذير صارم لروسيا، ودعم قوي لإسرائيل مع رفض إقامة دولة فلسطينية. افتتح كلمته بالتشكيك في جدوى الأمم المتحدة، واصفًا إياها بأنها “أكبر عملية احتيال ارتُكبت بحق العالم”، كما سخر من علم تغير المناخ واعتبره “خدعة”. ورغم انتقاده الحاد، أكد أن الولايات المتحدة ستواصل دعم مهمة المنظمة.
وفي ملف الهجرة، دعا إلى إنهاء ما وصفه بـ “التجربة الفاشلة للحدود المفتوحة”، مشيرًا إلى تشديداته الخاصة على قوانين الهجرة باعتبارها نموذجًا يجب أن يحتذي به الآخرون. في المقابل، ردت منظمات حقوق الإنسان بأن المهاجرين يفرون من المعاناة ويسعون لحياة أفضل.
أما بخصوص روسيا، فقد هدد ترامب بفرض “جولة قوية من الرسوم الجمركية الكبيرة” ما لم تبدأ موسكو مفاوضات حول أوكرانيا، ووصفها بأنها “نمر من ورق”، داعيًا أعضاء الناتو إلى إسقاط أي طائرات روسية تنتهك أجواءهم. كما كرر دعوته السابقة لأوروبا إلى وقف شراء النفط الروسي، رغم أنه لم يقر بعد العقوبات التي لوّح بها.
وفي الشرق الأوسط، رفض ترامب الخطوات الغربية للاعتراف بدولة فلسطينية، معتبراً أن ذلك “مكافأة لجرائم حماس”. ودعا إلى اتفاق تبادل فوري بين وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة، متعهدًا بأن الولايات المتحدة ستعمل على استعادة جميع الرهائن سواء كانوا أحياء أو أمواتًا، مؤكداً دعم واشنطن الثابت لإسرائيل.
كما تخلل الخطاب بعض الملاحظات الطريفة، إذ شكا من عطل في السلم الكهربائي ومن خلل في جهاز التلقين الإلكتروني. وختم ترامب كلمته بالتأكيد على أن مواقفه تندرج في إطار عقيدة “أميركا أولاً”، مركّزًا على سيادة الدول، وزيادة الضغط على الخصوم، والنظرة المتشككة تجاه المؤسسات متعددة الأطراف.