ترامب يصل إلى بريطانيا في زيارة دولة

وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب والسيدة الأولى ميلانيا إلى بريطانيا في زيارة دولة تستمر يومين، وهي الزيارة الرسمية الثانية لرئاسته. حطت طائرتهما في مطار لندن ستانستد حيث كان في استقبالهما وزير الخارجية البريطاني يفيت كوبر والفيكونت هنري هوود ممثلاً عن الملك تشارلز الثالث. وبعد رحلة قصيرة بالمروحية، توجها إلى "وينفيلد هاوس"، المقر الرسمي للسفير الأميركي، حيث سيمضيان ليلتهما الأولى. وتتمحور أجندة الزيارة حول ترسيخ ما يُعرف بـ "اتفاق الازدهار التكنولوجي" بقيمة تقارب ٣١ مليار جنيه إسترليني (نحو ٤٢ مليار دولار). وقد تعهدت شركات أميركية كبرى باستثمارات ضخمة: مايكروسوفت ستضخ حوالي ٣٠ مليار دولار لتوسيع البنية التحتية للحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وبناء أكبر حاسوب فائق مخصص للذكاء الاصطناعي في شمال شرق لندن؛ غوغل ستستثمر ما يقارب ٧ مليارات دولار في مركز بيانات جديد وأبحاث الذكاء الاصطناعي؛ بينما تخطط إنفيديا لنشر ١٢٠,٠٠٠ شريحة متقدمة في أنحاء البلاد. ويتضمن الاتفاق أيضاً تعاوناً في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع الصحة، وتوسيع قدرات الحوسبة الكمومية، وتسريع المشاريع المدنية في مجال الطاقة النووية. ويأمل رئيس الوزراء كير ستارمر أن يعزز هذا الاتفاق صورة بريطانيا كمركز عالمي للتنظيم المرن، بما يجذب المزيد من رؤوس الأموال الأجنبية لدعم أجندة النمو الاقتصادي التي تواجه ضغوطاً متزايدة. وعلى الصعيد الدبلوماسي، يستضيف الملك تشارلز الثالث الرئيس الأميركي في قلعة وندسور، حيث يُقام مأدبة دولة رسمية. وتُقدَّم الزيارة كفرصة لتجديد "العلاقة الخاصة" بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، مع تركيز المناقشات على ملفات التجارة والتكنولوجيا والتعاون الأمني. لكن الزيارة لم تخلُ من الجدل، فقد خرج محتجون في لندن وويندسور للتظاهر ضد سياسات ترامب وضد وجوده في البلاد. وكان من أبرز الاحتجاجات قيام ناشطين بعرض صور لترامب إلى جانب الراحل جيفري إبستين على جدران قلعة وندسور، وقد أوقفت السلطات أربعة أشخاص بتهمة خرق النظام العام بسبب هذا العرض غير المصرح به. وأكدت الحادثة استمرار الانقسام الذي يثيره ترامب بين أوساط الرأي العام البريطاني. ورغم هذه الاحتجاجات، شدد المسؤولون البريطانيون على الأهمية الاستراتيجية للزيارة. إذ يسعى ستارمر وحكومته إلى استغلال اللقاءات رفيعة المستوى لتعميق الروابط الاقتصادية وإظهار موقف موحد في ملفات مثل سياسات المناخ والتعاون الأمني. وتمثل هذه الزيارة بمزيجها من المراسم الفخمة والالتزامات التكنولوجية بمليارات الدولارات والاحتجاجات الشعبية صورة معقدة للشراكة عبر الأطلسي في هذه المرحلة الدقيقة.