قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يعتقد أن أوكرانيا قادرة على استعادة جميع الأراضي التي تسيطر عليها روسيا حالياً، بما في ذلك شبه جزيرة القرم. وجاء التصريح — الذي يمثل انعطافة حادة عن مواقفه السابقة — بعد اجتماعه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكذلك في منشور على منصة "تروث سوشيال". وحث ترامب كييف على "التحرك الآن"، مؤكداً أن موسكو تواجه "مشاكل اقتصادية كبيرة" وأن أوكرانيا، بدعم أوروبي، "في موقع يمكنها من القتال واستعادة أوكرانيا كاملة بصيغتها الأصلية".
يتناقض هذا التغيير في النبرة مع تصريحات سابقة لترامب اقترح فيها أن على أوكرانيا أن تتنازل عن بعض الأراضي من أجل تحقيق السلام — وهي تعليقات أثارت قلق كييف من احتمال وجود محادثات سرية لتكريس السيطرة الروسية على المناطق المحتلة. ووصف زيلينسكي الاجتماع بأنه "جيد" و"بناء"، واعتبر منشور ترامب "تحولاً كبيراً"، وقال إنه يعتقد أن الفرق الأوكرانية والأميركية "أقرب من أي وقت مضى". كما أشار إلى التوصل إلى "تفاهم" مع ترامب بشأن ضمانات أمنية لما بعد الحرب، من دون تقديم تفاصيل.
كما تعهد ترامب بـ"مواصلة تزويد الناتو بالأسلحة ليفعل بها ما يشاء"، وهي صياغة فسّرها محللون بأنها تشير إلى آلية تسمح للدول الأوروبية بشراء أسلحة أميركية ونقلها إلى أوكرانيا. غير أن المنشور لم يتضمن التزامات عسكرية أميركية جديدة أو عقوبات أشد، واعتبره المسؤولون الأميركيون إلى حد كبير ورقة ضغط دبلوماسية أكثر منه تحولاً في السياسة.
وجاءت ردود الفعل متباينة. بعض المسؤولين الأوروبيين، بمن فيهم رئيسة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، رحبوا بالخطاب الأكثر صرامة باعتباره يعزز الموقف التفاوضي لكييف. أما الدبلوماسيون والمتحدثون الروس فقللوا من أهمية التصريحات وأكدوا على قوة روسيا العسكرية. ويحذر المحللون من أن استعادة نحو 20% من أراضي أوكرانيا، بما في ذلك القرم، ستتطلب جهوداً عسكرية ودبلوماسية وقانونية ضخمة ودعماً دولياً مستمراً. ويقولون إن الخطاب الأميركي الأقوى من دون التزامات واضحة قد يعزز موقف كييف التفاوضي، لكنه قد يدفع روسيا أيضاً إلى ردود أكثر صرامة.
وتبقى أسئلة رئيسية: هل ستقوم الولايات المتحدة بترسيم حزم مساعدات جديدة، ما هو توقيت وحجم عمليات نقل الأسلحة الأميركية إلى أوكرانيا عبر أوروبا، وما هي طبيعة الضمانات الأمنية الموعودة لما بعد الحرب. ويضيف هذا التطور طبقة جديدة إلى البيئة الدبلوماسية المعقدة، وقد يؤثر في العقوبات ونقل الأسلحة وآفاق التوصل إلى تسوية تفاوضية.