ناوالعربية

بيرو تعتزم إعلان حالة الطوارئ في ليما

أعلنت الحكومة البيروفية خططًا لإعلان حالة الطوارئ في العاصمة ليما بعد اندلاع مواجهات عنيفة بين متظاهرين مناهضين للحكومة وقوات الأمن، أسفرت عن مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة عشرات آخرين. واندلعت الاضطرابات أمام مبنى الكونغرس، حيث احتشد آلاف المتظاهرين، معظمهم من الشباب، إلى جانب عمال النقل وجماعات مدنية، للاحتجاج على الفساد وتفشي الجريمة وانخفاض الأجور. […]

بيرو تعتزم إعلان حالة الطوارئ في ليما
أعلنت الحكومة البيروفية خططًا لإعلان حالة الطوارئ في العاصمة ليما بعد اندلاع مواجهات عنيفة بين متظاهرين مناهضين للحكومة وقوات الأمن، أسفرت عن مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة عشرات آخرين. واندلعت الاضطرابات أمام مبنى الكونغرس، حيث احتشد آلاف المتظاهرين، معظمهم من الشباب، إلى جانب عمال النقل وجماعات مدنية، للاحتجاج على الفساد وتفشي الجريمة وانخفاض الأجور. وقام بعض المحتجين برشق قوات الأمن بالألعاب النارية والحجارة ومحاولة اختراق الحواجز الأمنية، فيما ردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع واستخدام وسائل تفريق الحشود. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل مغني الهيب-هوب إدواردو ماوريسيو رويز (٣٢ عامًا) برصاصة أطلقتها الشرطة، وأعلنت السلطات أن الضابط المسؤول صدرت بحقه مذكرة توقيف، فيما فتح الادعاء تحقيقًا جنائيًا في الحادثة. وأكدت التقارير الرسمية إصابة نحو ١٠٠ شخص، بينهم ٨٠ شرطيًا. وتأتي الاحتجاجات بعد الإطاحة المفاجئة بالرئيسة السابقة دينا بولوارتي، وتعكس حالة غضب شعبي أوسع ضد الفساد وضعف الأمن العام. وطالب المحتجون باستقالة الرئيس الجديد خوسيه جيري، الذي تولى منصبه قبل أيام قليلة فقط، إلا أنه رفض التنحي واتهم جهات غير محددة بمحاولة إثارة الفوضى، متعهدًا بفتح تحقيق شامل في مقتل رويز. وأكد جيري أنه سيطلب من الكونغرس صلاحيات أوسع لمعالجة الأوضاع الأمنية، وتوعد بتطبيق القانون “بكل صرامة” ضد من يحرّضون على العنف. ويواجه جيري منذ تسلمه المنصب عدة اتهامات مثيرة للجدل، منها مزاعم بالفساد وإيقاف تحقيق سابق يتعلق باعتداء جنسي. في المقابل، يواجه الادعاء العام الرئيسة السابقة بولوارتي بتهم تتعلق بإساءة استخدام المنصب وغسل الأموال، ومنعها من مغادرة البلاد إلى حين انتهاء التحقيقات. وأشارت السلطات إلى أن بعض عناصر الإجرام استغلوا المظاهرات السلمية لإثارة الفوضى، بينما اتهمت منظمات حقوقية قوات الشرطة باستخدام مفرط للقوة، مشيرة إلى إصابات ناجمة عن الرصاص المطاطي ووسائل أخرى. ويهدف إعلان حالة الطوارئ إلى استعادة النظام العام في العاصمة وتمكين الحكومة من تعزيز الانتشار الأمني وتخصيص موارد إضافية لمواجهة أعمال الشغب. ويواصل الادعاء التحقيق في مقتل رويز، بينما تتعرض القيادة السياسية لضغوط متزايدة مع اقتراب موعد الانتخابات المقررة في يوليو المقبل. وتعكس الاضطرابات الحالية عمق السخط الاجتماعي، خصوصًا بين فئة الشباب، تجاه تدهور الأوضاع الاقتصادية وتفشي الجريمة وضعف الحكم، ما يؤكد هشاشة الاستقرار السياسي في بيرو بعد سلسلة من التغييرات السريعة في القيادة خلال الأعوام الأخيرة.