بوتين يفتتح المركز الوطني للفضاء في روسيا

افتتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المركز الوطني للفضاء في موسكو، في خطوة كبيرة تهدف إلى إعادة هيكلة وتوحيد صناعة الفضاء الروسية. وجاءت مراسم الافتتاح متزامنة مع احتفالات يوم موسكو، بحضور شخصيات بارزة من بينها عمدة موسكو سيرغي سوبيانين ونائب رئيس الوزراء دينيس مانتوروف. ويُعد هذا المشروع ثمرة تعاون بين حكومة موسكو ووكالة "روسكوزموس" الحكومية، حيث بدأت أعمال إنشائه في عام ٢٠١٩. صُمم المركز ليكون بمثابة مجمع شامل يوحد المؤسسات المتعددة العاملة في قطاع الصواريخ والفضاء، إذ يضم المقر الرئيسي لوكالة "روسكوزموس"، ومركز التحكم في المهمات، إلى جانب شركات فضائية أخرى كانت موزعة سابقاً في مواقع متفرقة داخل العاصمة. ويتميز المجمع ببرج زجاجي يبلغ ارتفاعه نحو ٢٠٠ متر، إضافة إلى مبانٍ أفقية، ويمتد على مساحة تُقدّر بـ٢٥٠,٠٠٠ متر مربع. كما يضم مختبرات حديثة، مكاتب إدارية، ورش إنتاج، جناحاً للمعارض، ومرافق تعليمية لتدريب المهندسين والعلماء المستقبليين. وأكد بوتين في كلمته أن هذا المركز يمثل خطوة محورية في استعادة روسيا لمكانتها كقوة رائدة في مجال الفضاء، مشيراً إلى أنه سيساهم في رفع كفاءة العمل وتطوير القدرات في مجالات الأقمار الصناعية واستكشاف الفضاء البعيد. كما أوضح أن إنشاء المركز يأتي في إطار مشروع الفضاء الوطني طويل الأمد، الذي حصل بالفعل على موافقة التمويل ضمن الميزانيات الفيدرالية المقبلة، ويتضمن خططاً لتطوير أنظمة متعددة الأقمار الصناعية ومحطة مدارية جديدة. ومن المتوقع أن يسهم المركز في تقليل الازدواجية في المؤسسات الفضائية وخفض التكاليف، إضافة إلى تعزيز الابتكار والبحث العلمي. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه القطاع، مثل صعوبة الحصول على تقنيات متقدمة في ظل العقوبات الدولية، والحاجة إلى الحفاظ على قنوات التعاون مع الدول الأخرى، وضمان توفير الموارد المالية والتقنية اللازمة. ويرى محللون أن افتتاح المركز الوطني للفضاء يشكل خطوة استراتيجية تعكس طموح روسيا لإعادة ترسيخ نفوذها في سباق الفضاء العالمي، لكنه في الوقت نفسه يوضح تعقيدات التوازن بين الطموح والقدرات العملية في ظل بيئة دولية سريعة التغير. وبذلك، يُعتبر هذا المشروع ليس مجرد منشأة هندسية أو إدارية، بل رمزاً لاستمرارية التوجه الروسي نحو الفضاء، ورسالة سياسية تؤكد أن روسيا تسعى إلى البقاء لاعباً رئيسياً في استكشاف الفضاء رغم الضغوط الدولية.