ناوالعربية

بوتين وغروسي يبحثان السلامة النووية

عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي محادثات موسعة في موسكو خلال فعاليات “أسبوع الطاقة النووية العالمي”، وتركز النقاش على قضايا التعاون في مجالات الطاقة النووية المدنية، عدم الانتشار النووي، وتعزيز معايير السلامة في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة. بوتين أكد أن علاقة روسيا مع الوكالة تعود إلى تأسيسها عام […]

بوتين وغروسي يبحثان السلامة النووية
عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي محادثات موسعة في موسكو خلال فعاليات "أسبوع الطاقة النووية العالمي"، وتركز النقاش على قضايا التعاون في مجالات الطاقة النووية المدنية، عدم الانتشار النووي، وتعزيز معايير السلامة في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة. بوتين أكد أن علاقة روسيا مع الوكالة تعود إلى تأسيسها عام ١٩٥٧، مشددًا على أن موسكو ستواصل "تقديم كل أشكال المساعدة الممكنة" لضمان الأمن النووي العالمي، في حين أثنى غروسي على الدور الروسي التاريخي ودعا إلى إبقاء قنوات التواصل مفتوحة رغم الخلافات السياسية. شارك في اللقاء رئيس مؤسسة "روس آتوم" أليكسي ليخاتشوف، حيث تمت مناقشة التعاون في بناء مفاعلات جديدة في عدة دول، خصوصًا في آسيا وإفريقيا، مع التركيز على طلب متزايد من الحكومات التي تسعى إلى حلول طاقة بديلة ومستدامة. غروسي أوضح أن الوكالة ستواصل مراقبة هذه المشاريع لضمان مطابقتها لمعايير السلامة وعدم الانتشار، مؤكدًا أن الدعم الروسي يمثل عنصرًا أساسيًا في إنجازها. الاجتماع جاء بعد سلسلة لقاءات سابقة هذا العام بين غروسي ومسؤولين روس، منها اجتماع في فبراير خصص لمناقشة محطة زابوروجيا النووية الواقعة تحت السيطرة الروسية منذ بداية الحرب في أوكرانيا. غروسي جدد تحذيراته من أن العمليات العسكرية المستمرة بالقرب من المحطة تشكل تهديدًا مباشرًا لسلامة أوروبا والعالم، بينما اعتمد المؤتمر العام الأخير للوكالة قرارًا يطالب روسيا بالانسحاب منها. المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف صرح أن بوتين ونظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو رحبا باحتمال ترشح غروسي لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، معتبرين أن خبرته الدولية تؤهله لهذا الدور. تأتي هذه التطورات في وقت يتزايد فيه التوتر بين الوكالة وبعض الدول الأعضاء. فقد أقرت إيران في يوليو قانونًا يقيد تعاونها الروتيني مع الوكالة، ما يستلزم موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي على أي زيارة للمفتشين الدوليين. هذا الإجراء أثار قلقًا واسعًا من تراجع الشفافية في البرنامج النووي الإيراني. ويرى محللون أن اجتماع موسكو يؤكد إصرار روسيا على إبراز نفسها كشريك رئيسي للوكالة في وقت يتزايد فيه الانقسام الدولي بشأن قضايا الطاقة النووية والأمن الإقليمي. المراقبون يعتبرون أن اللقاء يعكس جانبًا مزدوجًا: فمن جهة يبرز استعداد روسيا للتعاون الفني مع الوكالة، ومن جهة أخرى يعكس تحديًا للضغوط الغربية التي تسعى لعزل موسكو. وتبقى محطة زابوروجيا محور القلق الأكبر، حيث يؤكد خبراء أن أي حادث محتمل هناك قد يعيد إلى الأذهان كارثة تشيرنوبل، وهو ما يجعل الحوار بين روسيا والوكالة أمرًا بالغ الأهمية في هذه المرحلة الحساسة.