تشهد الجمعيات الخيرية في ولاية أريزونا ارتفاعًا حادًا في الطلب على الغذاء والمساعدات مع استمرار إغلاق الحكومة الأميركية، ما تسبب في ضغط كبير على بنوك الطعام وبرامج الدعم الاجتماعي. وأفادت جمعية القديس فنسنت دي بول في فينكس، وهي من أكبر المؤسسات الخيرية في الولاية، بأنها تستعد لتلبية احتياجات متزايدة بعد أن تم إيقاف آلاف الموظفين الفدراليين عن العمل وتأجيل رواتبهم. وقالت دانييل ماكماهون، المديرة التنفيذية للعمليات، إن فقدان الدخل المفاجئ يدفع عائلات بأكملها إلى طلب المساعدة الطارئة، مؤكدة أن المتطوعين يعملون على إعداد وجبات الطعام وجمع التبرعات في مستودع يستقبل ملايين الأرطال من الأغذية سنويًا.
بنوك الطعام الأخرى في الولاية تواجه زيادات مشابهة في الطلب. وأشار مركز "مذر هوباردز كبورد" إلى ارتفاع يفوق ٢٠٪ مقارنة بالعام الماضي، موضحًا أنه يعتمد على برنامج المساعدات الغذائية الطارئة (TEFAP) لتأمين ما بين ٢٠ إلى ٢٥٪ من مخزونه. ومع توقف التوزيع الفدرالي، باتت الطلبات محدودة حتى نوفمبر ولا يمكن تقديم طلبات جديدة، مما يهدد نفاد المخزون بسرعة، خاصة البروتينات واللحوم. ويخدم المركز بين ٢٥٠٠ و٢٩٠٠ شخص شهريًا، ارتفاعًا من نحو ٢١٠٠ العام الماضي، فيما يخشى المسؤولون من أن تعطل برنامج كوبونات الطعام (SNAP) سيزيد الضغط أكثر على بنوك الطعام.
أما بنك "بانتري ٢٧٩" فأفاد بتراجع كبير في شحنات برنامج TEFAP، إذ انخفضت من عدة منصات شهريًا إلى صناديق محدودة ومتفرقة، بينما ارتفع عدد المستفيدين من أقل من ٩٨٠٠ في يونيو إلى أكثر من ١١٬٠٠٠ شخص حاليًا. ويشير العاملون إلى طوابير طويلة، وتراجع التبرعات، وانخفاض الإمدادات من الموردين، مع تزايد الطلب على اللحوم والبروتينات. وحذر القائمون على المركز من أن استمرار الإغلاق سيجبرهم على استخدام الأموال المقيدة في شراء الطعام أو حتى إغلاق الأبواب مؤقتًا إذا لم تُستأنف المساعدات قريبًا.
وتواجه بعض المؤسسات أيضًا تأخيرات إدارية في استرداد نفقات منح تطوير المجتمع وتمويل برامج الوجبات للأطفال وكبار السن، مما يعقّد عملياتها اليومية. وتسعى الجمعيات إلى بدائل طارئة مثل التعاون مع شركاء محليين، وتنظيم حملات تبرع، وتقديم طلبات منح جديدة لتقليل الاعتماد على التمويل الفدرالي وضمان استمرار الخدمات.
ويؤكد العاملون والمتطوعون أن الأولوية القصوى الآن هي تأمين الغذاء للفئات الأكثر ضعفًا في ظل موارد محدودة ومواعيد غير واضحة لإنهاء الإغلاق، محذرين من أن أي تأخير إضافي قد يفاقم الأزمة الغذائية في الولاية.