تواصل فرق الإنقاذ في شرق جاوة العمل بلا توقف بعد انهيار مدرسة "الخوزيني" الإسلامية الداخلية خلال صلاة العصر، ما أدى إلى سحق قاعة الصلاة المزدحمة. انهار السقف والطبقات العلوية، وأسفر الحادث عن مقتل ما لا يقل عن ٦ أشخاص وبقاء عشرات آخرين عالقين تحت الركام. وقد تمكنت فرق الطوارئ من إخراج ناجين باستخدام أدوات يدوية وأعمدة خشبية وأنفاق ضيقة بدلًا من الآليات الثقيلة خشية التسبب بانهيارات إضافية.
التحقيقات الأولية كشفت أن المبنى كان يخضع لأعمال توسعة غير مصرح بها، حيث أضيفت طوابق فوق قدرة الأساسات، مع استخدام مواد رديئة الجودة ما أدى إلى ضعف هيكلي تسبب في الكارثة. السلطات فتحت تحقيقًا واسعًا، واستدعت المقاولين وإدارة المدرسة للاستجواب.
ما يقارب ٥٩ طالبًا ما زالوا في عداد المفقودين، فيما يُتوقع ارتفاع عدد الضحايا. عشرات العائلات تجمعت في موقع الحادث بين أمل بالعثور على ذويهم وبكاء بعد انتشال جثامين جديدة. المتطوعون ساعدوا فرق الإنقاذ المحترفة، بتقديم الطعام والمأوى لأهالي الضحايا، فيما وضعت المستشفيات المحلية في حالة استنفار قصوى لاستقبال المزيد من الإصابات.
من أبرز عمليات الإنقاذ، إخراج الطفل "سايلندرا هيكال" البالغ من العمر ١٣ عامًا بعد حفر استمر أيامًا تحت الركام غير المستقر. وقد أصيب بجروح متوسطة — كدمات في الوجه والساقين — ونُقل إلى المستشفى. وكان من بين ٧ فتيان تم انتشالهم من جيب هوائي أسفل الركام، عُثر على اثنين منهم متوفين.
مدير وكالة الإنقاذ "باسارناس"، يوده برامانتيو، أكد أنه لم يتم رصد أي إشارات حياة إضافية، مشيرًا إلى احتمال استخدام الحفارات الثقيلة، رغم أن ذلك قد يُنهي فرص العثور على ناجين عبر الحفر اليدوي. كما استُخدمت كاميرات حرارية ليلًا في محاولة للعثور على علامات حياة.
هذه المأساة فجرت نقاشًا أوسع حول معايير السلامة في المدارس الدينية "البسانترين" المنتشرة في إندونيسيا، والتي غالبًا ما تُبنى دون إشراف هندسي مناسب. الرئيس جوكو ويدودو قدّم تعازيه وأمر بتقديم الدعم الطارئ للناجين، مشددًا على ضرورة تطبيق صارم لقوانين البناء لمنع تكرار مثل هذه الكوارث.
لتعقيد الأمور أكثر، أدى زلزال في منطقة سومينيب المجاورة إلى اهتزازات يُرجح أنها زادت من تماسك الأنقاض فوق العالقين. وقد عدّلت السلطات عدد المفقودين من ٩١ إلى ٥٩ بعد مطابقة قوائم الحضور المدرسية مع تقارير المفقودين. في المجمل، تُبرز العملية الصعوبات الهائلة في إنقاذ ضحايا مبنى غير مستقر ومعدل بالطرق غير القانونية، فضلًا عن الصدمة التي تعيشها العائلات، والحاجة الملحة لإصلاحات رقابية في قطاع المدارس الدينية بالبلاد.