ناوالعربية

انطلاق محادثات غزة وسط انفجارات متجددة

أفادت تقارير ميدانية بوقوع انفجارات وأعمدة دخان كثيفة في مناطق متفرقة من قطاع غزة تزامنًا مع بدء محادثات غير مباشرة بين وفدي إسرائيل وحماس في مصر، لمناقشة المقترح الأميركي الرامي إلى وقف الحرب، وتحرير الأسرى، وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية. وأبدى الطرفان دعمًا للإطار العام للخطة — المتمثل في وقف تدريجي لإطلاق النار، وتبادل الأسرى، وزيادة […]

انطلاق محادثات غزة وسط انفجارات متجددة
أفادت تقارير ميدانية بوقوع انفجارات وأعمدة دخان كثيفة في مناطق متفرقة من قطاع غزة تزامنًا مع بدء محادثات غير مباشرة بين وفدي إسرائيل وحماس في مصر، لمناقشة المقترح الأميركي الرامي إلى وقف الحرب، وتحرير الأسرى، وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية. وأبدى الطرفان دعمًا للإطار العام للخطة — المتمثل في وقف تدريجي لإطلاق النار، وتبادل الأسرى، وزيادة تدفق المساعدات — لكنهما ما زالا منقسمين بشدة حول تفاصيل التنفيذ، ولا سيما بشأن مطالب إسرائيل بضمانات أمنية ورفض حماس لنزع سلاحها أو الانسحاب الكامل. حثّ الوسطاء الأميركيون إسرائيل على تعليق العمليات العسكرية مؤقتًا لإتاحة المجال أمام المفاوضات، فيما أفاد سكان غزة بأن وتيرة الغارات تراجعت بشكل ملموس دون توقف كامل، وأن الوضع الأمني لا يزال هشًا مع وقوع تفجيرات متقطعة واشتباكات محدودة. تزامنت المحادثات مع إحياء الذكرى السنوية للهجوم الذي أشعل الحرب، ما أعاد إلى الأذهان الجراح العميقة والملفات العالقة، ولا سيما قضية الأسرى والمخطوفين. فقد أُقيمت مراسم تأبين وم vigil في بلدات كفار عزة وبئيري ونير عوز القريبة من حدود غزة، وهي من أكثر المناطق تضررًا خلال الهجوم الأول. واستذكرت كلمة في كفار عزة الاختراق المفاجئ للسياج الحدودي وما أعقبه من عمليات قتل وخطف جماعي. وتُقدّر إسرائيل عدد قتلى الهجوم الأول بنحو ١٬٢٠٠ شخص معظمهم من المدنيين، فيما ما زال عشرات الرهائن محتجزين في غزة، وهو ما يزيد الضغط الشعبي على المفاوضين للإسراع في التوصل إلى صفقة تبادل. من الجانب الفلسطيني، تواصل الخسائر البشرية المروعة تصعيد الأزمة الإنسانية. إذ تشير وزارة الصحة في غزة إلى أن عدد القتلى تجاوز ٦٧٬٠٠٠ شخص منذ بدء الحرب، إضافة إلى عشرات الآلاف من الجرحى. كما تكبّدت إسرائيل آلاف الضحايا بين الجنود والمدنيين. وأدّت هذه الحصيلة إلى تصدّعات داخلية عميقة في إسرائيل، حيث استخدمت عائلات الضحايا والمعارضون السياسيون ذكرى الهجوم للضغط على الحكومة بشأن الأسرى وانتقاد إدارة الحرب. ويصف بعض الإسرائيليين المناسبة بأنها يوم حزن وصدمة وطنية، فيما يراها آخرون فرصة للاحتجاج والمطالبة بمحاسبة القيادة. على الصعيد الدولي، شهدت عدة عواصم مظاهرات تضامنية ووقفات احتجاج تطالب بـ وقف فوري لإطلاق النار وضمان مرور المساعدات الإنسانية دون قيود إلى القطاع. وبينما تتواصل المفاوضات وسط ترقّب عالمي وضغوط مكثّفة، جاءت الذكرى السنوية لتذكّر الجميع بأن جذور النزاع لا تزال عميقة، وأن طريق التسوية طويل وشائك، يتطلّب موازنة بين الأمن والسيادة والعدالة الإنسانية وصولًا إلى حلّ سياسي دائم يفتح أفق المصالحة المستقبلية.