شهدت الصين طفرة في الإنفاق الاستهلاكي خلال عطلة اليوم الوطني، حيث اجتذبت الإطلاقات التكنولوجية الجديدة والتجارب التفاعلية الغامرة حشودًا ضخمة وعززت نشاط البيع بالتجزئة على مستوى البلاد. أصبحت المتاجر الذكية العاملة بالذكاء الاصطناعي ومراكز إطلاق الأجهزة المنزلية والمواقع الترفيهية المعتمدة على الروبوتات نقاط جذب رئيسية في المدن الكبرى. ففي شنتشن، عرض المتجر الذكي الجديد أكثر من ٢٠٠ جهاز يعمل بالذكاء الاصطناعي ضمن مناطق تفاعلية زادت من مدة بقاء الزوار، بينما شهدت نانتشانغ افتتاح مركز “إطلاق الأجهزة المنزلية ومنتجات 3C” الذي عرض تلفازًا بحجم ١٦٣ بوصة ونظارات واقع معزز لأول مرة. وفي زيغونغ، قدّم مهرجان الديناصورات الدولي روبوتات ذكية متحركة، في حين استضافت شنغهاي أول مسرح روبوتي تفاعلي بالكامل يقدم عروضًا غامرة.
قفزت حركة الزوار واهتمام المستهلكين بالمنتجات بشكل حاد، إذ ارتفعت الزيارات إلى المتاجر بنسبة ٤١٪ خلال الأيام الأربعة الأولى من العطلة، فيما زادت الطلبات المسبقة على المنتجات الجديدة بنسبة ٨٧٪، وكانت جيانغسو وشنغهاي وبكين في صدارة هذا الارتفاع. وأفادت مراكز البيع الكبرى بزيادات غير مسبوقة، إذ ذكر المتجر الذكي في شنتشن أن عدد الزوار تضاعف أربع إلى خمس مرات وأن مدة بقائهم في المتجر زادت ثلاثة أضعاف، بينما تجاوزت حركة الزوار في مركز “سونينغ” في نانتشانغ ٥٠٬٠٠٠ زائر يوميًا مع مبيعات قوية للمنتجات الرائجة.
وساهمت المنصات التكنولوجية في تعزيز هذا الزخم من خلال توصيات قائمة على الذكاء الاصطناعي وميزات تفاعلية جديدة. فقد سجل تطبيق الملاحة Amap التابع لـ علي بابا أكثر من ٣٦٠ مليون مستخدم نشط يوميًا بفضل ميزة “نجوم الشارع” التي تقدم تصنيفات محلية وقسائم نقل وتسوق مدعومة. كما سجلت شبكة السكك الحديدية الصينية أكثر من ٢٣٫١٣ مليون رحلة في اليوم الأول من العطلة، ما يعكس نشاطًا سياحيًا وسفرًا قويًا. واستفادت أيضًا المدن الصغيرة والمناطق الريفية من تدفق السياح الباحثين عن وجهات أقل ازدحامًا، مما رفع إيرادات الإقامة والسياحة الثقافية.
وقد دعمت الحكومات المحلية هذا النشاط عبر برامج تحفيزية مثل قسائم الطعام ودعم الترفيه وبرامج استبدال الأجهزة المنزلية القديمة، مما أسهم في زيادة الطلب المحلي. ويرى المحللون أن التركيز على التجارب الجديدة والغنية ثقافيًا بدلًا من الخصومات الكبيرة يعكس تحولًا في نموذج الاستهلاك الصيني نحو الإنفاق على الثقافة والترفيه والمنتجات التفاعلية، وهو ما يشير إلى تغيرات طويلة الأمد في استراتيجيات البيع وجذب المستهلكين داخل المدن الصينية.