أجرى أفراد من الشرطة البنمية والقوات العسكرية الأمريكية تدريبات مشتركة للبقاء في الأدغال والعمليات متعددة المجالات في الموقع السابق لقاعدة فورت شيرمان قرب مدينة كولون، مستخدمين التضاريس الاستوائية الكثيفة والمنشآت المهجورة للتدرب على تقنيات البقاء والتعقب والمناورات التكتيكية وعبور الأنهار، إضافة إلى تدريبات الهبوط السريع من المروحيات، ومناورات الإبحار البحري، ومحاكاة عمليات الإنقاذ والإجلاء. وتأتي هذه المناورات ضمن سلسلة “باناماكس-ألفا ٢٠٢٥”، بمشاركة وحدات من قوات الأمن البنمية SENAN وSENAFRONT والشرطة الوطنية إلى جانب فرق أمريكية، وتهدف إلى تعزيز التنسيق التشغيلي والثقة المتبادلة والاستعداد لمواجهة التهديدات العابرة للحدود والكوارث الطبيعية وحماية البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك قناة بنما.
ووصفت القيادة الجنوبية الأمريكية التدريبات بأنها خطوة لتعزيز قدرات الدول الشريكة وتحسين الوعي الميداني في منطقة تُعد من أكثر الممرات الاستراتيجية أهمية في العالم. وأكدت السلطات البنمية أن الأنشطة لا تعني إنشاء قواعد أجنبية دائمة وأن السيادة الوطنية محفوظة بالكامل، مشيرة إلى أن مذكرة تفاهم موقعة لعام ٢٠٢٥ تتيح للقوات الأمريكية استخدام مواقع تدريب خاضعة للسيطرة البنمية بشكل دوري، مع حظر صريح لإنشاء أي منشآت عسكرية أجنبية.
وجاءت هذه المناورات بالتزامن مع تصاعد العمليات الأمريكية لمكافحة تهريب المخدرات في المنطقة، بما في ذلك أول عملية في المحيط الهادئ ضمن الحملة الجديدة للإدارة الأمريكية الحالية، والتي شملت ضربات متعددة في الكاريبي وأثارت توترًا مع فنزويلا وكولومبيا. وفي هذا السياق، أثار الوجود الأمريكي المتزايد احتجاجات وانتقادات من جماعات معارضة تخشى على حياد بنما من التأثر بالتدخلات الأجنبية. من جانبها، شددت الحكومة وقادة التمرين على أن الشراكة العسكرية تعزز الأمن الوطني والاستقرار الإقليمي وتخدم المصالح المشتركة.
وأوضح المنظمون أن الهدف من المناورات هو تطوير تكتيكات مشتركة وقابلية للاستجابة السريعة للتهديدات العابرة للحدود مثل التهريب والإتجار والهجمات على البنى التحتية، إلى جانب تعزيز الجاهزية للاستجابات الإنسانية مع اقتراب مواسم الكوارث. كما أشار المخططون إلى أن تدريبات مماثلة ستستمر خلال العام بهدف ترسيخ آليات التعاون والحفاظ على الجاهزية في بيئات الأدغال والسواحل الصعبة.