زار الملك تشارلز كنيس "هيتون بارك" العبري في مدينة مانشستر ليُعبّر عن تضامنه عقب الهجوم المميت الذي وقع في وقت سابق من هذا الشهر وأودى بحياة اثنين من المصلين. وخلال الزيارة، التقى الملك بالناجين وقادة الجالية اليهودية ورجال الإنقاذ، ووقف أمام باقات الزهور التي وُضعت تكريمًا للضحايا، مرتديًا القلنسوة اليهودية. وشكر قوات الشرطة والإسعاف والمسعفين على ما وصفه بـ"الاستجابة الرائعة"، معبرًا عن حزنه العميق إزاء "الحادث المروّع".
وقع الهجوم أثناء احتفالات يوم الغفران عندما صدم رجل المارة بسيارته أمام الكنيس قبل أن يهاجمهم بسكين. وقد قُتل المهاجم، جهاد الشامي البالغ من العمر ٣٥ عامًا، برصاص الشرطة المسلحة في الموقع. وأسفر الهجوم عن مقتل رجلين هما أدريان دولبي (٥٣ عامًا) وميلفن كرافِتز (٦٦ عامًا)، بينما أُصيب عدد آخر من الأشخاص، من بينهم حارس متطوع أصيب بجروح خطيرة عندما دهسه المهاجم، وأحد المصلين الذي أُصيب عن طريق الخطأ برصاص الشرطة وقال لاحقًا إنه يتعافى.
وخلال الزيارة، التقى الملك بثلاثة من الناجين، بينهم الحارس المتطوع الذي خرج مؤخرًا من المستشفى والمصلّي الذي أصيب بالخطأ. ووصف الناجون اللقاء بأنه "شرف كبير"، مشيرين إلى أن وجود الملك بعث برسالة دعم قوية من أعلى مستوى في البلاد. كما التقى العاهل البريطاني بقيادات الكنيس الذين ساعدوا في إغلاق الأبواب أثناء الهجوم، بمن فيهم رئيس الجمعية ورئيس مجلس الأمناء، وتحدث مع الحاخام دانيال ووكر الذي ساهم في حماية المصلين.
وأُعيد فتح الكنيس بعد أيام قليلة من الهجوم لاستقبال المصلين في الأعياد، فيما تجمع نحو ١٥٠ شخصًا تحت المطر قرب المبنى خلال الزيارة الملكية. وقال أفراد من الجالية إن الزيارة رفعت معنوياتهم بشكل كبير، وأشادوا بقرار الملك عبور الطريق للانضمام إلى الحشود المتجمعة في الخارج، معتبرين تصرفه بادرة دافئة ومُلهمة.
كما زار الملك مقر شرطة مانشستر الكبرى، حيث التقى كبار الضباط وفرق الطوارئ الذين قالوا إن الزيارة ساعدت على رفع المعنويات بعد فترة صعبة. ورافق الملك في جولته قائد الشرطة السير ستيفن واتسون وعدد من المسؤولين المحليين، كما رحب به طاقم الإسعاف في المقر. وقال متحدث باسم قصر باكنغهام إن هدف الملك من الزيارة هو التأكيد على الواجب والخدمة وتعزيز وحدة المجتمع في أوقات المحن.
وقد أثار الهجوم قلقًا متجددًا بشأن تصاعد معاداة السامية في بريطانيا، وجاء في أعقاب الكشف عن مخططات متطرفة استهدفت دور عبادة. ورُحبت زيارة الملك على نطاق واسع بوصفها رسالة تضامن وطني وتقديرًا لشجاعة ومتانة أفراد الجالية اليهودية ورجال الإنقاذ الذين تصدوا للحادث بشجاعة.