ناوالعربية

الكونغرس الأرجنتيني يتجاوز فيتو ميلي

اتخذ الكونغرس الأرجنتيني قرارًا تاريخيًا بتجاوز الفيتو الذي أصدره الرئيس خافيير ميلي لأول مرة منذ توليه منصبه، ما رفع حدة الرهانات السياسية مع اقتراب البلاد من انتخابات تشريعية مفصلية. فقد صوّت مجلس الشيوخ الذي تسيطر عليه المعارضة بأغلبية ٦٣ صوتًا مقابل ٧ فقط لصالح إلغاء الفيتو الرئاسي على مشروع قانون يهدف إلى زيادة الإنفاق وتوسيع […]

الكونغرس الأرجنتيني يتجاوز فيتو ميلي
اتخذ الكونغرس الأرجنتيني قرارًا تاريخيًا بتجاوز الفيتو الذي أصدره الرئيس خافيير ميلي لأول مرة منذ توليه منصبه، ما رفع حدة الرهانات السياسية مع اقتراب البلاد من انتخابات تشريعية مفصلية. فقد صوّت مجلس الشيوخ الذي تسيطر عليه المعارضة بأغلبية ٦٣ صوتًا مقابل ٧ فقط لصالح إلغاء الفيتو الرئاسي على مشروع قانون يهدف إلى زيادة الإنفاق وتوسيع الحماية للأشخاص ذوي الإعاقة. وجاء ذلك بعد أن كان مجلس النواب قد صوّت في وقت سابق أيضًا لصالح تجاوز الفيتو، ما عكس إجماعًا برلمانيًا نادرًا ضد الرئيس. تأتي هذه الخطوة في توقيت بالغ الحساسية، إذ تسبق الانتخابات التشريعية في مقاطعة بوينس آيرس والانتخابات النصفية الوطنية المقررة في أكتوبر/تشرين الأول. ويواجه ميلي، الذي لا يملك سوى أقلية صغيرة في البرلمان، ضغوطًا كبيرة لتعزيز تمثيل حزبه من أجل تمرير أجندته السياسية. وتعد هذه أول مرة منذ عام ٢٠٠٣ يتم فيها إلغاء فيتو رئاسي كامل، ما يبرز تحوّلًا مهمًا في موازين القوى داخل النظام السياسي الأرجنتيني. إدارة ميلي تواجه بالفعل سلسلة من التحديات، إذ تراجعت شعبيته إلى ما دون ٤٠٪، بينما يواصل البيزو الأرجنتيني الضعف، وترتفع أسعار الفائدة، وتظهر ردود فعل سلبية من الأسواق المالية حيال تزايد حالة عدم الاستقرار السياسي. ومع سيطرة حزب "الحرية تتقدم" (لا ليبرتاد أبانزا) على أقل من ١٥٪ من مقاعد البرلمان، يزداد من الصعب على الرئيس تمرير إصلاحاته الليبرالية المتشددة من دون بناء تحالفات استراتيجية. الأزمة تفاقمت أيضًا مع فضيحة فساد طالت شقيقته ورئيسة ديوانه، كارينا ميلي. فقد كشفت تسجيلات مسربة عن تلقيها رشاوى مرتبطة بعقود مع وكالة رعاية ذوي الإعاقة، ما أدى إلى الإطاحة السريعة برئيس الوكالة دييغو سبانيولو. هذه الفضيحة زادت من الضغط على الرئيس وحكومته في وقت تتصاعد فيه حالة السخط الشعبي بسبب الوضع الاقتصادي المتدهور. ومع اقتراب الانتخابات المصيرية، يعكس تمرّد الكونغرس هذا تصاعد المعارضة لسياسات ميلي التقشفية، وربما يكون مؤشرًا على تحديات أعمق قادمة. فنتائج الانتخابات المقبلة ستحدد ليس فقط مستقبل برنامج ميلي الإصلاحي، بل أيضًا ملامح المشهد السياسي الأرجنتيني بأسره خلال السنوات المقبلة.

اقرأ أيضاً