بدأ العاملون في مراكز الاقتراع بالعاصمة ياوندي عملية فرز الأصوات بعد الانتخابات الرئاسية التي يُتوقع على نطاق واسع أن تمنح الرئيس بول بيا ولاية جديدة، ما يمدد حكمه الذي بدأ قبل أكثر من ٤٠ عامًا. ويبلغ بيا من العمر ٩٢ عامًا، وقد تولى السلطة منذ عام ١٩٨٢، ويواجه هذه المرة مجموعة من المنافسين المنقسمين — إذ تُظهر القوائم الرسمية ما بين ٩ إلى ١١ مرشحًا — غير أن المحللين يرون أن سيطرته على مؤسسات الدولة وضعف المعارضة يجعلان فوزه شبه مؤكد.
وسجّل أكثر من ٨ ملايين كاميروني أسماءهم للتصويت في اقتراع من جولة واحدة. وافتُتحت مراكز الاقتراع صباحًا وأُغلقت مساءً بالتوقيت المحلي، وقالت السلطات إن النتائج النهائية ستُعلن خلال ١٥ يومًا. ولم تُجر أي استطلاعات خروج من مراكز التصويت.
أبرز وجوه المعارضة في هذه الدورة هو وزير الإعلام السابق عيسى تشيروما بكاري، الذي حشد حشودًا كبيرة واعدًا بإنهاء حكم بيا الطويل ومعالجة الأزمات الاقتصادية ومشاكل الحوكمة. وقد جذب خطابه شريحة الشباب في بلد يشكّل من هم دون العشرين نصف السكان تقريبًا. كما شارك مرشحون آخرون من مناطق كانت تعد معاقل سابقة لبيا مثل المنطقة الشمالية الكبرى التي تضم حوالي ١٫٢ مليون ناخب، ما أضفى حيوية غير معتادة على المشهد الانتخابي مقارنة بالانتخابات السابقة.
لكن المراقبين أشاروا إلى قيود تحدّ من نزاهة المنافسة، منها استبعاد المرشح البارز السابق موريس كامتو، واستمرار النفوذ الواسع لحزب بيا الحاكم على العملية الانتخابية، مما غذّى الشكوك حول عدالة الاقتراع. وقال عالم السياسة ستيفان أكوا إن النظام الحاكم «يمتلك وسائل واسعة للتأثير على النتائج»، لكنه أقر أيضًا بأن الحملة الانتخابية كانت أكثر نشاطًا من الأعوام السابقة وقد تحمل بعض المفاجآت.
وحافظ بيا على حضور محدود خلال الحملة، مكتفيًا بظهور متقطع في فعاليات عامة، منها تجمع في مدينة مروة شمال البلاد. وتأتي ترشحه الجديد بعد تعديل دستوري عام ٢٠٠٨ ألغى تحديد عدد الفترات الرئاسية، وقد فاز في كل الانتخابات اللاحقة بفوارق كبيرة.
ويحذر محللون من أنه حتى في حال فوزه مجددًا، فإن تقدمه في السن وضعف ظهوره العلني يثيران تساؤلات حول قدرة حكومته على الاستمرار وخليفته المحتمل. وبالنسبة لكثير من الكاميرونيين، ولا سيما الشباب، تشكّل هذه الانتخابات اختبارًا حاسمًا لما إذا كانت الدعوات إلى التغيير ستنجح في كسر الجمود، أم سيستمر النظام السياسي القائم منذ عقود.