عقد قادة الدول العربية والإسلامية قمة طارئة في الدوحة ردّاً على الغارة الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي أسفرت عن مقتل خمسة من عناصر حماس وضابط أمني قطري. وقد استضاف القمة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بمشاركة رؤساء دول ومسؤولين رفيعي المستوى من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
وفي كلمته الافتتاحية، وصف الشيخ تميم الغارة بأنها "عمل فاضح وغادر وجبان" ينتهك سيادة قطر والقانون الدولي. ودعا إلى وحدة الصف بين الدول العربية والإسلامية لمواجهة ما اعتبره سابقة خطيرة باستهداف قيادات سياسية على أرض أجنبية، مؤكداً على ضرورة اتخاذ إجراءات ملموسة لمحاسبة إسرائيل.
وقد أعرب عدد من القادة البارزين عن غضبهم، حيث أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني رفض بلاده لهذه الاعتداءات، بينما صرّح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأن الهجوم تجاوز "كل الخطوط الحمراء". ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الغارة بأنها تصعيد عدواني جديد، في حين عبّر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان عن تضامنه الكامل مع قطر. وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوقف فوري للهجمات الإسرائيلية وتوفير حماية دولية أكبر للشعب الفلسطيني.
وخلال الجلسة، شدد القادة على أهمية التحرك الدبلوماسي والقانوني ضد إسرائيل، بما في ذلك مراجعة أو تعليق الاتفاقيات الثنائية، وزيادة الضغط عبر الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية. كما تناولوا الأبعاد الإنسانية للأزمة، محذرين من أن استمرار العنف دون رادع سيؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة.
وأكد البيان الختامي للقمة أن الغارة الإسرائيلية تمثل تحدياً مباشراً للسيادة الإقليمية، مشيراً إليها باعتبارها "عملاً جباناً من أعمال العدوان" وانتهاكاً صارخاً لسيادة قطر، التي تُعدّ ساحة محايدة للوساطات الدولية. وطالب المشاركون جميع الدول باتخاذ إجراءات قانونية تحول دون تكرار مثل هذه الاعتداءات، إلى جانب مراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل وبدء مسارات قانونية ضدها.
كما أعاد القادة التأكيد على تضامنهم مع قطر وإدانتهم للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة التي أسفرت عن كارثة إنسانية واسعة. وشددوا على ضرورة الوقف الفوري للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ودعوا المجتمع الدولي إلى فرض المساءلة على إسرائيل عن أفعالها التي وصفوها بانتهاكات خطيرة للقانون الدولي والإنساني.