ناوالعربية

الصين تطلق أول محطة هجينة للرياح والشمس والحرارة

شهدت مدينة غولمود في ولاية هاكسي ذاتية الحكم بمقاطعة تشينغهاي شمال غرب الصين افتتاح مشروع غير مسبوق عالميًا، حيث تم تشغيل أول محطة للطاقة تجمع بين الرياح والطاقة الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية الحرارية إلى جانب نظام التخزين الحراري. يمثل هذا الإنجاز نقلة نوعية في مجال تطوير الطاقات المتجددة، إذ يبرهن على إمكانية الدمج الفعّال لمصادر […]

الصين تطلق أول محطة هجينة للرياح والشمس والحرارة
شهدت مدينة غولمود في ولاية هاكسي ذاتية الحكم بمقاطعة تشينغهاي شمال غرب الصين افتتاح مشروع غير مسبوق عالميًا، حيث تم تشغيل أول محطة للطاقة تجمع بين الرياح والطاقة الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية الحرارية إلى جانب نظام التخزين الحراري. يمثل هذا الإنجاز نقلة نوعية في مجال تطوير الطاقات المتجددة، إذ يبرهن على إمكانية الدمج الفعّال لمصادر متعددة لضمان إمدادات مستقرة من الكهرباء. بدأ بناء المشروع في يوليو ۲۰۱۷، واكتمل في سبتمبر ۲۰۱۹ بطاقة إجمالية مركبة بلغت ۷۰۰ ميغاواط، منها ۲۰۰ ميغاواط من الألواح الكهروضوئية، و۴۰۰ ميغاواط من توربينات الرياح، و۵۰ ميغاواط من الطاقة الشمسية الحرارية، إضافة إلى ۵۰ ميغاواط من التخزين الحراري. الفكرة الأساسية للمحطة تقوم على تكامل المصادر: الألواح تولد الكهرباء نهارًا، والرياح تغطي الفترات المسائية أو العاصفة، بينما يقوم نظام التخزين الحراري باحتجاز فائض الطاقة وتحويله لاحقًا إلى كهرباء عند الحاجة. هذا النظام يخفف من تقلبات الشبكة، ويزيد من كفاءة استهلاك الطاقة محليًا، كما يحسن عمليات النقل نحو مقاطعات أخرى. وقد أكد المهندسون أن هذه الآلية تجعل المشروع بمثابة مختبر حيّ لتجارب الدمج المتعدد للطاقة. الصور الجوية للموقع تكشف عن مساحات شاسعة تكسوها الألواح الزرقاء وتحيط بها صفوف من توربينات الرياح التي تتناغم مع طبيعة الصحراء المحيطة. ويُعد اختيار الموقع في تشينغهاي استراتيجيًا نظرًا لغزارة أشعة الشمس وقوة الرياح، ما جعله بيئة مثالية لإنشاء محطة بهذا الحجم. تسعى الصين من خلال هذه المبادرة إلى تعزيز مكانتها كمركز عالمي للطاقة المتجددة. فإلى جانب كون تشينغهاي أصبحت بالفعل قاعدة رئيسية لنقل الكهرباء النظيفة إلى المدن الكبرى، يُظهر المشروع قدرة البلاد على تطوير حلول متقدمة تدعم الحياد الكربوني بحلول عام ۲۰۶۰. كما أن اعتماد نموذج المحطات المتكاملة يعكس توجه الحكومة نحو بناء قواعد تجريبية يمكن الاستفادة منها مستقبلاً في مناطق أخرى. المشروع لم يقتصر على البعد التقني فقط، بل حمل أبعادًا رمزية أيضًا. فهو يجسد قدرة الصين على تحويل مناطق قاسية التضاريس وغنية بالموارد الطبيعية إلى محركات للنمو الأخضر. كما أنه يمثل رسالة إلى المجتمع الدولي مفادها أن الابتكار في مجال الطاقات المتجددة ليس خيارًا ثانويًا بل ركيزة أساسية للتنمية المستدامة. وبذلك يصبح مشروع تشينغهاي علامة فارقة في تاريخ الطاقة العالمية، ونموذجًا يُحتذى به في دمج المصادر المتعددة لتعزيز استقرار الشبكات الكهربائية وضمان مستقبل أكثر نظافة وكفاءة.