هيمنت الروبوتات البشرية على منتدى بوجيانغ للابتكار ٢٠٢٥ في شنغهاي، وهو حدث استمر ثلاثة أيام استضافته وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية وحكومة بلدية شنغهاي. شارك أكثر من ٥٠٠ مندوب من ٤٥ دولة تحت شعار: "مشاركة الابتكار وصياغة المستقبل: بناء مجتمع عالمي مفتوح وتعاوني للعلوم والتكنولوجيا"، حيث شهدوا عرضًا يعكس التقدم السريع لقطاع الروبوتات في الصين.
العروض الحية أبرزت طيفًا واسعًا من القدرات؛ إذ تحدثت الروبوتات بطلاقة بعدة لغات، روت النكات، أجابت عن أسئلة معقدة وانتقلت بين اللغات على الفور. على المسرح أدت مهام بدقة عالية مثل الخط الصيني، العزف على آلات موسيقية، الرقص المتناغم، وأعمال التجميع الدقيقة، فيما عرضت بعض النماذج تعابير وجه بشرية كالابتسام أو الإيماء تجاوبًا مع التفاعل. وأكد المطورون أن التقدم في الذكاء الاصطناعي ومعالجة اللغة الطبيعية وأجهزة الاستشعار وخوارزميات التعلم الآلي بات يتيح لهذه الآلات التكيف بشكل مستقل مع البيئات غير المتوقعة.
بعيدًا عن الترفيه، كانت التطبيقات العملية في صدارة الاهتمام؛ إذ عُرضت نماذج للرعاية الصحية قادرة على مراقبة المؤشرات الحيوية، مساعدة المرضى على الحركة، وتقديم الرفقة للمسنين. وفي مجال التعليم، قدمت الروبوتات دروسًا للأطفال في الرياضيات واللغات، ما يفتح الباب أمام استخدامها كمساعدين في الصفوف الدراسية. أما على المستوى الصناعي، فقد أظهرت الروبوتات قدرتها على إجراء فحوصات السلامة والتعامل مع مكونات هشة في بيئات خطرة. وأكدت الشركات أن الجيل الجديد صُمم للتفاعل الطبيعي مع البشر، ما يجعله مناسبًا لأدوار في خدمة العملاء ورعاية المسنين وإعادة التأهيل.
المنظمون قدموا الصين كقائد في مجال الروبوتات، وربطوا هذه التكنولوجيا باستراتيجيات وطنية للتحديث الصناعي والنمو الاقتصادي. وأشاد خبراء دوليون بالاختراقات التقنية، لكنهم حذروا في الوقت نفسه من القضايا الأخلاقية وفقدان الوظائف والحاجة إلى أطر تنظيمية عالمية لضمان الاستخدام المسؤول.
واختُتم المنتدى برسالة واضحة: الروبوتات البشرية لم تعد مجرد فكرة في الخيال العلمي، بل تحولت إلى أدوات ملموسة تستعد لإعادة تشكيل الحياة اليومية ومكان العمل والمدارس والمستشفيات، معلنة مستقبلًا من التعاون الوثيق بين الإنسان والآلة.