ناوالعربية

الذهب يسجل مستوى قياسي مع رهانات خفض الفائدة

ارتفعت أسعار الذهب إلى مستويات قياسية جديدة مع تزايد توقعات الأسواق بأن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا الشهر. ووفقًا للتسعير في أسواق العقود الآجلة، فإن احتمالية خفض بمقدار ۲۵ نقطة أساس تبلغ حوالي ۸۹٪، بينما يأمل بعض المستثمرين أن تؤدي بيانات اقتصادية أضعف إلى خفض أكبر. وتتركز […]

الذهب يسجل مستوى قياسي مع رهانات خفض الفائدة
ارتفعت أسعار الذهب إلى مستويات قياسية جديدة مع تزايد توقعات الأسواق بأن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا الشهر. ووفقًا للتسعير في أسواق العقود الآجلة، فإن احتمالية خفض بمقدار ۲۵ نقطة أساس تبلغ حوالي ۸۹٪، بينما يأمل بعض المستثمرين أن تؤدي بيانات اقتصادية أضعف إلى خفض أكبر. وتتركز الأنظار بشكل خاص على سلسلة من مؤشرات سوق العمل الأميركية، بما في ذلك بيانات الوظائف الشاغرة، وتقرير التوظيف في القطاع الخاص، وأخيرًا تقرير الوظائف غير الزراعية الذي يُعد المرجع الأبرز لتحديد اتجاه السياسة النقدية. التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة وتراجع قوة الدولار عززت أسواق الأسهم والسلع معًا؛ فقد سجلت وول ستريت مستويات قريبة من قممها التاريخية، بينما قفز الذهب الفوري ليلامس مستوى ۳,۵۰۸٫۵۰ دولارًا للأونصة، قبل أن يتراجع قليلًا ليستقر عند حدود ۳,۴۹۶ دولارًا. أما العقود الآجلة الأميركية للذهب فقد تجاوزت ذلك لتقترب من ۳,۵۶۵٫۵۰ دولارًا للأونصة. وبذلك يكون المعدن الأصفر قد ارتفع بأكثر من ۳۰٪ منذ بداية العام، في واحدة من أقوى موجات الصعود في تاريخه الحديث. كما ارتفعت أسعار الفضة متجاوزة ٤٠٫٧٩ دولارًا للأونصة، ما يعكس انتقال الزخم إلى باقي المعادن الثمينة. المحللون يرون أن هذا الارتفاع الاستثنائي مدفوع بعدة عوامل متشابكة؛ أبرزها توقعات التيسير النقدي الأميركي، وتراجع مؤشرات النمو، إضافة إلى الضغوط السياسية على استقلالية البنوك المركزية، فضلًا عن المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي. كل هذه العوامل أضعفت الثقة في الدولار كملاذ آمن، وزادت في المقابل شهية المستثمرين تجاه الذهب. كما أن البنوك المركزية، خصوصًا في الاقتصادات الناشئة، كثّفت شراء المعدن النفيس خلال الأشهر الماضية في إطار سعيها لتنويع الاحتياطيات بعيدًا عن الأصول الدولارية، ما وفر دعمًا هيكليًا إضافيًا للأسعار. ومع ذلك، يحذر بعض الاستراتيجيين من أن وتيرة الصعود المتسارعة قد تجعل السوق عرضة لتصحيحات حادة في أي لحظة، خاصة إذا جاءت بيانات التوظيف أو التضخم الأميركية أقوى من التوقعات، وهو ما قد يدفع الفيدرالي للتريث قبل إقرار خفض كبير. غير أن الاتجاه العام لا يزال يشير إلى استمرار الطلب القوي على الذهب في حال بقيت الرهانات على خفض الفائدة قائمة. ويعتبر كثيرون أن هذه الطفرة السعرية تعكس مزيجًا من الضبابية العالمية، بما في ذلك الضغوط التضخمية والتوترات الجيوسياسية، وتشير في الوقت نفسه إلى أن مرحلة التشديد النقدي القوي في الولايات المتحدة تقترب من نهايتها، ما يجعل الذهب أكثر جاذبية كأداة للتحوط وحفظ القيمة.

اقرأ أيضاً