نظم أنصار حزب العمل والتضامن الحاكم (PAS) مسيرة حاشدة في وسط العاصمة كيشيناو دعوا خلالها إلى عملية تصويت عادلة وشفافة قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة. مئات المتظاهرين تحركوا على طول جادة شتيفان تشيل ماري وصولًا إلى مبنى البرلمان، حاملين لافتات كتب عليها شعارات مثل: "أصوت من أجل السلام"، "الحرية – الآن أو أبدًا"، و"سلاحهم هو المال، وسلاحنا هو التصويت"، فيما رددوا هتافات مؤيدة لأوروبا ورافضة للحرب. قادة الحزب الحاكم وصفوا الفعالية بأنها تعبئة مدنية لحماية نزاهة الانتخابات، داعين الشباب والمجتمع المدني للمشاركة الواسعة لردع التدخلات وإظهار الثقة في المؤسسات الديمقراطية. رئيس الوزراء دورين ريتشيان وزعيم الحزب إيغور غروسو خاطبا الحشود، حيث شكر غروسو المشاركين ودعا المواطنين للتصويت.
اتهم المنظمون ومسؤولو الحزب قوى خارجية، خاصة روسيا، بمحاولة التأثير على العملية السياسية في مولدوفا عبر التضليل الإعلامي، والتمويل غير المشروع، وشراء الأصوات، معتبرين أن الدعم الشعبي العلني يمكن أن يحمي البلاد من هذه الضغوط. كما حملت المسيرة رسائل صريحة ترفض الروايات التي تزعم أن الحزب يقود البلاد نحو الحرب، مؤكدين في المقابل دعم الاندماج الأوروبي والاستقرار.
في المقابل، اعتبر معارضون ومراقبون أن الفعالية تعبئة حزبية أكثر منها حركة مدنية خالصة، ما يبرز الانقسام الحاد في الساحة السياسية. فقد دعا "التحالف الوطني"، وهو تكتل معارض موالٍ لروسيا، إلى إعادة بناء العلاقات مع الشركاء ما بعد السوفييت، فيما اتهم الرئيس السابق إيغور دودون قيادة الحزب بدفع البلاد نحو مواجهة. وتشهد الحملة الانتخابية جدلاً متصاعدًا حول التدخلات الخارجية، واتهامات بالتلاعب، وتنافسًا حادًا بين الأحزاب.
جرت المسيرة في المرحلة الأخيرة من الحملة الانتخابية لانتخابات البرلمان المؤلف من ١٠١ مقعد، والتي يتنافس فيها ١٥ حزبًا، و٣ تحالفات، و٤ مرشحين مستقلين؛ بينما انسحب تكتل معارض واحد — "الكتلة الوطنية للوحدة" — لصالح دعم الحزب الحاكم PAS. وقد تابع المراقبون طريقة تعامل السلطات مع الأمن العام أثناء المسيرة، وإمكانية نشر قوات إضافية أو حدوث اضطرابات، باعتبارها نقاطًا جوهرية وسط أجواء سياسية مشحونة.