تجمع آلاف التونسيين على شاطئ سيدي بوسعيد قرب العاصمة تونس للتعبير عن دعمهم لـ"أسطول الصمود العالمي"، وهو قافلة من القوارب التي تقل ناشطين دوليين يهدفون إلى إيصال مساعدات إنسانية إلى غزة وكسر الحصار الإسرائيلي. وكان من المقرر أن ينطلق الأسطول يوم الأربعاء، إلا أن سوء الأحوال الجوية وبعض التحديات اللوجستية أدت إلى تأجيل الرحلة، وذلك بعد تعرض سفينتين رئيسيتين في القافلة لهجومين بطائرات مسيّرة، وصفهما المنظمون بأنهما محاولات متعمدة من إسرائيل لعرقلة المهمة.
وقد حظي الأسطول بدعم واسع من وفود قادمة من ٤٤ دولة، من بينهم شخصيات بارزة مثل الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ والسياسية البرتغالية ماريانا مورطاغوا. وخلال استعداد المشاركين للصعود إلى القوارب، شوهدت زوارق تابعة لخفر السواحل التونسي وهي تؤمن الحماية. وساد المكان جو مفعم بالتضامن مع فلسطين، حيث رفع الحضور الأعلام ورددوا شعارات تطالب بحرية غزة وتندد بإسرائيل والولايات المتحدة.
ويستمر حصار غزة منذ سنوات طويلة رغم الحروب المتكررة، بما في ذلك الحرب الأخيرة التي اندلعت إثر هجوم شنته حركة حماس على إسرائيل، وأسفر عن خسائر بشرية كبيرة من الجانبين. ومع ذلك، تفاقمت الأوضاع الإنسانية في غزة بشكل خطير، إذ تحدثت تقارير عن انتشار المجاعة في بعض مناطق القطاع.
وشهدت الوقفة في سيدي بوسعيد واحدة من أكبر التظاهرات المؤيدة لفلسطين في تونس خلال السنوات الأخيرة، حيث شارك فيها أكثر من ألف شخص. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "فلسطين حرة" و"غزة نحن قادمون"، فيما أضفى موسيقيون محليون أجواءً مفعمة بالحماسة الممزوجة بالعجلة الإنسانية. كما شدد المتحدثون الدوليون على الترابط بين حركات العدالة العالمية والنضال الفلسطيني.
وانطلق الأسطول من عدة موانئ في البحر الأبيض المتوسط، واعتبره المنظمون عملاً من "العصيان المدني البحري"، للتأكيد على حق المدنيين في إيصال المساعدات الإنسانية. ويعكس اسم "صمود" – الذي يعني الثبات بالعربية – روح المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال.
لكن الحدث شابه حادث متعلق بالسفينة البرتغالية "قارب العائلة"، التي اندلعت فيها النيران أثناء رسوها. وأرجع النشطاء الحريق إلى هجوم بطائرة مسيّرة، بينما قالت السلطات التونسية إن السبب يعود إلى خلل تقني. وبرغم التوترات، ظلّت الروح المعنوية عالية، وأكد المنظمون تمسكهم بمواصلة المهمة نحو غزة.