حقق حزب المعارضة البيروني في الأرجنتين انتصارًا بارزًا في الانتخابات التشريعية بإقليم بوينس آيرس، متقدمًا بفارق واسع على حزب الرئيس خافيير ميلي الليبرتاري، وفقًا للنتائج الأولية. فقد حصل أكسل كيسيلوف، الحاكم الحالي وعضو حزب العدالة (الحزب البيروني)، على نحو ٤٧.١٢٪ من الأصوات، فيما اكتفى حزب ميلي بنسبة ٣٣.٨٠٪ فقط. وتجاوز هذا الفارق التوقعات التي أشارت إليها استطلاعات الرأي الخاصة، مؤكدًا المكانة التاريخية للإقليم كمعقل تقليدي للبيرونيين، حيث يمثل نحو ٤٠٪ من الكتلة الانتخابية الوطنية.
وخلال احتفاله بالفوز، هاجم كيسيلوف سياسات ميلي، مؤكدًا على أهمية استمرار تمويل الصحة والتعليم والثقافة باعتبارها ركائز أساسية لمستقبل البلاد. ويأتي هذا الانتصار في وقت صعب بالنسبة للرئيس ميلي، الذي يواجه فضيحة رشوة متصاعدة وغضبًا شعبيًا متناميًا تجاه سياساته الاقتصادية مع اقتراب موسم انتخابي مصيري.
ورغم الهزيمة، جدّد ميلي تمسكه بنهجه الليبرتاري القائم على التوازن المالي والانفتاح الاقتصادي. وأقر بالخسارة لكنه شدد على أن إدارته ستواصل السير في المسار نفسه دون تغيير. ويُنظر إلى هذه الانتخابات في بوينس آيرس باعتبارها مقدمة للانتخابات النصفية المقررة في ٢٦ أكتوبر، حيث سيحاول حزب ميلي استعادة أغلبيته داخل الكونغرس.
وعلى الصعيد الاقتصادي، انعكست نتائج الانتخابات سريعًا على الأسواق المالية الأرجنتينية، إذ سجل مؤشر ميرفال تراجعًا ملموسًا وسط قلق المستثمرين من تصاعد الاضطرابات السياسية. وحذّر محللون من أن المشهد السياسي المتوتر قد يؤدي إلى زيادة حدة التقلبات الاقتصادية مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي القادم.
تشير نتائج إقليم بوينس آيرس إلى احتمال حدوث تحول سياسي واسع قد يضعف قدرة ميلي على تمرير أجندته الإصلاحية في ظل مقاومة متنامية من المعارضة وتراجع رصيده السياسي. ويُتوقع أن تشكّل هذه الخسارة محطة حاسمة في مسار حكمه، وسط تساؤلات متزايدة حول استقرار التجربة الليبرتارية في بلد يعاني من تضخم مرتفع وأزمات اقتصادية متكررة.