حقق الأطباء في البرازيل إنجازًا طبيًا جديدًا في مجال الجراحة الروبوتية عن بُعد بعد تنفيذ عملية جراحية تجريبية على خنزير حي، تمت السيطرة فيها على المعدات الجراحية عن بعد عبر مسافة تزيد على ٣٠٠٠ كيلومتر بين مدينتي كامبو لارجو في ولاية بارانا وجواو بيسوا في ولاية بارايبا، باستخدام اتصال إنترنت منزلي عادي. وأظهرت التجربة أن تنفيذ إجراءات جراحية معقدة ممكن من خلال شبكات الاتصالات العامة مع استجابة مقبولة وثبات جيد في الاتصال، في خطوة تُمهّد لإمكانية إجراء العمليات الجراحية من مواقع غير طبية، بما في ذلك منازل الأطباء مستقبلاً.
قاد التجربة الدكتور مارسيلو لوريرو بدعم من سلطات العلوم والتكنولوجيا المحلية، وتم خلالها تكرار مناورات جراحية دقيقة استوفت المعايير التقنية المطلوبة من حيث سرعة الاستجابة ودقة التحكم. وتأتي التجربة بعد إنجاز آخر حديث في ولاية بارانا، حيث أجرى جراح في الكويت عملية على مريض في مدينة كوريتيبا عبر مسافة بلغت ١٢٬٠٣٥ كيلومترًا ذهابًا وإيابًا، ما يعكس التقدم السريع الذي تحرزه البرازيل في مجال الجراحة البعيدة باستخدام التقنيات الرقمية.
وأكد القائمون على المشروع أن هذا التطور يحمل فوائد طبية كبيرة، أبرزها توسيع نطاق الوصول إلى الخبراء في المناطق النائية والمحرومة، وتقليل الحاجة لنقل المرضى بين المدن، إضافة إلى تمكين التدريب والإشراف الطبي عن بُعد. واستخدمت التجربة نماذج حيوانية حية لاختبار الأداء التقني للنظام، مع التركيز على موثوقية الاتصال، والتحكم في الأدوات الجراحية في الزمن الحقيقي، ودقة تنفيذ الإجراءات، وهي تحديات لطالما أعاقت الانتشار الواسع لتقنيات الجراحة الروبوتية عن بُعد.
ومع ذلك، شدّد الباحثون على أن الانتقال من التجارب الحيوانية إلى التطبيقات البشرية يحتاج إلى معالجة تحديات كبيرة تتعلق بالأمان والتنظيم. ويستلزم ذلك اجتياز إجراءات الموافقات التنظيمية، وتطوير بروتوكولات طوارئ تضمن استمرارية العملية في حال انقطاع الاتصال أو حدوث خلل في الأجهزة. كما يجب وضع أطر قانونية وأخلاقية واضحة بشأن ترخيص الجراحين عبر الولايات أو الدول، ومسؤولية الأخطاء الطبية، ومعايير موافقة المرضى. وأشار الخبراء إلى تفاوت البنية التحتية بين المناطق والحاجة إلى فرق دعم فني معتمدة في موقع المريض كعقبات يجب تجاوزها.
ودعا مختصون في الصناعة والأوساط الأكاديمية إلى أن تتضمن المراحل المستقبلية ضمانات لجودة الاتصال، ومسارات اتصالات احتياطية، وآليات أمان تتيح التدخل المحلي الفوري في حال فقدان السيطرة عن بُعد. كما أوصوا بإجراء تجارب بشرية أولية ضمن ظروف مراقبة مشددة ووضع إرشادات تنظيمية موحدة لبناء الثقة العامة والأدلة السريرية اللازمة لاعتماد هذه التقنية.