ناوالعربية

افتتاح الممر السري في الكولوسيوم أمام الجمهور

فُتح أمام الجمهور للمرة الأولى ممرٌ سري تحت الأرض في الكولوسيوم بالعاصمة الإيطالية روما، يُعتقد أنه كان ممرًا خاصًا بالإمبراطور كومودوس، وذلك بعد عملية ترميم دقيقة استمرت سنوات. وقد شُقّ النفق عبر أساسات المدرج الروماني بين أواخر القرن الأول ومطلع القرن الثاني الميلادي، ليُتيح للأباطرة الدخول إلى الساحة أو مغادرتها من دون أن يراهم الجمهور، […]

افتتاح الممر السري في الكولوسيوم أمام الجمهور
فُتح أمام الجمهور للمرة الأولى ممرٌ سري تحت الأرض في الكولوسيوم بالعاصمة الإيطالية روما، يُعتقد أنه كان ممرًا خاصًا بالإمبراطور كومودوس، وذلك بعد عملية ترميم دقيقة استمرت سنوات. وقد شُقّ النفق عبر أساسات المدرج الروماني بين أواخر القرن الأول ومطلع القرن الثاني الميلادي، ليُتيح للأباطرة الدخول إلى الساحة أو مغادرتها من دون أن يراهم الجمهور، ومشاهدة العروض من المقصورة الإمبراطورية بعيدًا عن عامة الناس. واكتُشف الممر في القرن التاسع عشر ويبلغ طوله نحو ٥٥ مترًا، وكان يمتد لمسافة أطول قبل أن تُزال بعض أجزائه خلال أعمال إنشاء حديثة لشبكات الصرف الصحي. ويربط المؤرخون النفق بالإمبراطور كومودوس استنادًا إلى روايات تاريخية تشير إلى محاولة اغتيال فاشلة وهروبٍ عبر الممر، وهي الصلة التي أكدها الاكتشاف الأخير لزخارف وزينة فاخرة خلال الترميم. وكشفت الأعمال عن بقايا جدران مكسوة بالرخام لا تزال آثار المشابك المعدنية التي كانت تثبّت الألواح ظاهرة، بالإضافة إلى لوحات جدارية من الجص الملوّن تُظهر مناظر طبيعية وأسقف مزخرفة بمشاهد أسطورية، فضلاً عن لوحات نحتية عند المدخل تُصوّر عروضًا من مصارعة الدببة وصيد الخنازير البرية والألعاب البهلوانية. واجهت فرق الترميم تحديات كبيرة بسبب الرطوبة الدائمة في الطبقات الأرضية، لكنّها نجحت في تثبيت الأسطح المتبقية وتركيب أنظمة إضاءة وتهوية تضمن سلامة الزوار. ولتعويض الأجزاء التي تضررت أو تآكلت، وفّرت إدارة الموقع عرضًا افتراضيًا تفاعليًا يُعيد تخيّل الممر في مظهره الأصلي الفخم، ما يمنح الزائرين تصورًا قريبًا من تجربة الأباطرة وضيوفهم قبل ألفي عام. ويربط الممر بين المقصورة الإمبراطورية في الجهة الجنوبية من المدرج والمخارج الواقعة تحت الساحة، ويُرجّح أنه كان متصلًا أيضًا بمراكز تدريب المصارعين مثل لودوس ماغنوس، ما أتاح للأباطرة تفقد المقاتلين قبل بدء المنافسات. ووصف مسؤولو المنتزه الأثري في روما الافتتاح بأنه حدث ذو “أهمية استثنائية”، لأنه يمنح الزوار فرصة نادرة لاكتشاف تفاصيل الحركة الإمبراطورية والهندسة المعمارية والزخارف الفنية التي ميّزت أحد أشهر المعالم الأثرية في العالم، ويكشف جانبًا من ترف وروعة الحياة في روما القديمة.