شهدت مدينة أوديني الإيطالية مسيرة مؤيدة لفلسطين قبل مباراة تصفيات كأس العالم بين إيطاليا وإسرائيل، حيث بقيت المظاهرة سلمية في معظمها لكنها انتهت باشتباكات محدودة بين مجموعة صغيرة من المتظاهرين والشرطة، ما استدعى استنفارًا أمنيًا واسعًا في أنحاء المدينة.
وتباينت تقديرات المشاركين بين ٥٠٠٠ و١٠٠٠٠ شخص، فيما رفع المحتجون لافتات كتب عليها “فلتُطرد إسرائيل من الفيفا” ورددوا هتافات “فلسطين حرة” خلال المسيرة التي جابت مركز المدينة، قبل أن يتفرق معظمهم دون حوادث تُذكر.
لكن التوتر تصاعد قرب محيط الملعب عندما ألقى بعض المتظاهرين المفرقعات النارية وحاولوا تفكيك الحواجز الأمنية. وردت الشرطة بخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لإبعاد المحتجين الذين حاولوا اقتحام المناطق المحظورة.
وأفادت التقارير بوقوع مناوشات ودخان كثيف عند بعض التقاطعات بينما تفككت خطوط الشرطة مؤقتًا في لحظات من الفوضى. كما أُصيب صحفي ونُقل إلى المستشفى.
ونشرت السلطات أكثر من ١٠٠٠ شرطي وجندي مدعومين بطائرات مروحية ومسيرات مراقبة، وأُقيمت حواجز إسمنتية ونقاط تفتيش وكواشف معدنية لتأمين المنطقة المحيطة بالملعب.
وأبقت قوات الأمن المتظاهرين على بعد عدة كيلومترات من ملعب “بلوينرجي/فريولي”، حيث اتخذت إجراءات مشابهة داخل الملعب: أسوار فولاذية، حضور محدود، وتشديد أمني كبير.
وعلى الرغم من التوتر خارج الملعب، فازت إيطاليا على إسرائيل بنتيجة ٣-٠، ضامنةً على الأقل مقعدًا في الملحق. وتنوعت ردود الفعل تجاه النشيد الإسرائيلي بين صافرات استهجان وتصفيق من بعض الحاضرين.
وقال مدرب المنتخب الإيطالي إن الأجواء كانت مشحونة وإنه كان هناك تردد في إقامة المباراة بسبب الوضع الأمني.
وجاءت المسيرة بعد اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الأخير، حيث رأى العديد من المشاركين أن الهدنة تفتقر إلى آليات للمحاسبة مؤكدين أن الاحتجاجات يجب أن تستمر. وطالب المتظاهرون الفيفا بتعليق عضوية إسرائيل على غرار تعليق روسيا في عام ٢٠٢٢، معتبرين أن الضغط الشعبي ضروري لإنهاء الحرب في غزة.
وأكدت السلطات أن الهدف كان منع انزلاق المظاهرات إلى العنف وحماية النظام العام، بينما رأى المنظمون أن الاحتجاج جزء من موجة دولية مستمرة للضغط من أجل العدالة للفلسطينيين.
ويبرز هذا الحدث مدى صعوبة فصل الرياضة عن السياسة في ظل الصراع المستمر، إذ أظهرت المظاهرات الحاشدة والإجراءات الأمنية المشددة والمواجهات المحدودة أن حرب غزة ما زالت تقسم المجتمعات وتلقي بظلالها على الفعاليات الرياضية الكبرى.