ناوالعربية

احتجاجات تُلغي ختام سباق “فويلتا” في مدريد

أدت احتجاجات مؤيدة لفلسطين إلى الإلغاء المفاجئ للمرحلة النهائية من سباق الدراجات “فويلتا إسبانيا”، وهو أحد أهم السباقات في أوروبا، حيث أُعلن الدراج الدنماركي جوناس فينججارد فائزاً باللقب بعد أن تعذر استكمال السباق في العاصمة مدريد. المتظاهرون الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية ورددوا شعار “لن يمروا” قاموا باقتحام المسار المخصص للسباق، وقلبوا الحواجز الأمنية بينما حاولت […]

احتجاجات تُلغي ختام سباق “فويلتا” في مدريد
أدت احتجاجات مؤيدة لفلسطين إلى الإلغاء المفاجئ للمرحلة النهائية من سباق الدراجات "فويلتا إسبانيا"، وهو أحد أهم السباقات في أوروبا، حيث أُعلن الدراج الدنماركي جوناس فينججارد فائزاً باللقب بعد أن تعذر استكمال السباق في العاصمة مدريد. المتظاهرون الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية ورددوا شعار "لن يمروا" قاموا باقتحام المسار المخصص للسباق، وقلبوا الحواجز الأمنية بينما حاولت قوات الشرطة إبعادهم بالقوة. ومع تزايد التوتر، أعلن المنظمون أن السباق لا يمكن أن يُستكمل في ظروف آمنة، ما أدى إلى إلغاء مراسم التتويج الرسمية والاكتفاء بإعلان فوز فينججارد داخل سيارة فريقه. رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، المنتمي للحزب الاشتراكي، أعرب عن تأييده لهذه التعبئة الشعبية، مؤكداً أن دعم القضايا العادلة مثل فلسطين يعكس التزام المجتمع الإسباني بالقيم الإنسانية. وكانت التظاهرات قد استهدفت بشكل مباشر فريق "إسرائيل-بريميير تك"، الذي يشارك في السباق، احتجاجاً على الحرب الإسرائيلية في غزة. بعض الدراجين أعربوا عن قلقهم، وهدد عدد منهم بالانسحاب بعد أن أُغلقت المسارات بفعل الاعتصامات، مما أدى بالفعل إلى سقوط بعض المتسابقين نتيجة الفوضى. ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد موجة من الاحتجاجات العالمية التي عطلت فعاليات رياضية وثقافية كبرى تضامناً مع غزة. سانشيز نفسه كان قد صعّد من لهجته ضد إسرائيل، متهماً إياها بارتكاب "إبادة جماعية"، كما أعلن عن وقف صادرات النفط والسلاح إلى تل أبيب. وقد أثارت تصريحاته رد فعل غاضب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي اتهمه بمعاداة السامية وإطلاق تهديدات "إبادة" ضد إسرائيل. وفي وسط مدريد، شهدت الشوارع الرئيسية أكبر حشود منذ سنوات، حيث قدّر عدد المشاركين في التظاهرات بأكثر من ١٠٠,٠٠٠ شخص. واندلعت مواجهات عنيفة بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرين الذين أغلقوا الطرق الرئيسية المؤدية إلى مسار السباق، ما أربك خطط الأمن بشكل كامل. وعلى الرغم من الانتشار الكبير للشرطة، إلا أن حجم الاحتجاجات تجاوز استعداداتهم، ما أدى إلى فوضى وقطع طرق عدة على طول المسار. وبقي عدد كبير من المحتجين في وسط المدينة حتى ساعات الليل، مرددين شعارات تطالب بالحرية لغزة وبمقاطعة إسرائيل. وأكد شهود عيان أن المظاهرات حملت طابعاً سلمياً في بدايتها، لكن مع تدخل الشرطة بالقوة وقعت إصابات في صفوف الطرفين. وقد أعلنت السلطات اعتقال شخصين، فيما أصيب العشرات بجروح، معظمها طفيفة، ولم تُسجل إصابات تهدد الحياة. هذه الحادثة لا تمثل فقط تحدياً أمنياً للسلطات الإسبانية، بل تطرح أسئلة عميقة حول العلاقة بين الرياضة والسياسة. إذ يرى مراقبون أن تعطيل حدث دولي بارز مثل "فويلتا" يوضح كيف يمكن للقضايا الدولية، مثل الصراع في غزة، أن تخترق المجال الرياضي وتعيد تعريف أولوياته. كما يتساءل البعض كيف ستتعامل الفعاليات الرياضية القادمة مع احتمالية التداخل بين الحق في التظاهر وضمان أمن المشاركين والجماهير في ظل استمرار النزاعات العالمية.