إغلاق مطار ميونيخ مجددًا بعد إنذار بوجود طائرات مسيّرة

أغلق مطار ميونيخ الدولي مرة أخرى جميع عملياته الجوية بعد رصد عدة طائرات مسيّرة تحلق بالقرب من المدارج، في ثاني توقف خلال أقل من أربعٍ وعشرين ساعة، مما تسبب في اضطراب واسع داخل واحد من أكبر مراكز النقل الجوي في أوروبا. وأعلنت هيئة مراقبة الحركة الجوية تعليق الإقلاع والهبوط كإجراء احترازي، فيما أُغلقت المدارج بالكامل بينما أجرت الشرطة عمليات بحث بمساعدة مروحيات. وأوضحت السلطات أن الظلام أثناء الرصد أعاق تحديد هوية الطائرات أو مشغليها، وأنه لم يتم العثور على أي مشتبهين في الوقت الحالي. الحادثة جاءت بعد بلاغات مشابهة غير مؤكدة الليلة السابقة أدت أيضًا إلى إغلاقٍ طويل وإلغاء عشرات الرحلات وتحويل أخرى إلى مطارات قريبة. الاضطراب الجديد تسبب في موجة واسعة من الإلغاءات والتحويلات؛ حيث حُوِّلت العديد من الرحلات إلى نورنبيرغ وفرانكفورت، بينما أُلغيت أو أُجّلت مغادرات أخرى. وأفادت إدارة المطار بأن آلاف الركاب تأثروا، واضطر بعضهم للبقاء في صالات الانتظار طوال الليل. وقد أقام موظفو المطار أماكن طوارئ مؤقتة تحتوي على أسرّة ميدانية وبطانيات ووجبات خفيفة، في حين عملت فرق المساعدة على إعادة حجز التذاكر وتنظيم وسائل نقل بديلة. ورغم حالة الإرباك، أبدى العديد من المسافرين تفهمهم للإجراءات الأمنية المشددة واعتبروها ضرورية للحفاظ على السلامة. نشرت الشرطة وحدات خاصة لمكافحة الطائرات المسيّرة واستعانت بمروحيات لتعقب الأجسام الطائرة، كما فُتح تحقيق رسمي لتحديد مصدرها. وذكرت السلطات أن رادارات المراقبة وأطقم الطائرات رصدت عدة أجسام مجهولة تحلق على ارتفاع منخفض فوق المناطق المحظورة جوًا قرب المدارج، ما أثار مخاوف من تدخل متعمد في حركة الطيران المدني. ووصف وزير الداخلية ألكسندر دوبريِنت الحوادث المتكررة بأنها “غير مقبولة”، متعهدًا بتقديم تشريع جديد يمنح الشرطة صلاحيات أكبر لطلب دعمٍ عسكري لاعتراض أو تعطيل الطائرات المسيّرة التي تشكل خطرًا على البنية التحتية الحيوية. وقالت هيئة الطيران المدني الألمانية إن هذه الحوادث تكشف حاجةً ملحّة إلى تطوير تقنيات الرصد، وتوسيع الإطار القانوني للتعامل مع الطائرات المسيّرة، وتعزيز التنسيق بين الأجهزة الأمنية. وأضافت أن التحركات التشريعية المقبلة قد تشمل فرض قيود جديدة على استخدام الطائرات التجارية الصغيرة قرب المطارات. ويأتي إغلاق مطار ميونيخ ضمن سلسلة حوادث مشابهة شهدتها مطارات أوروبية في الأشهر الأخيرة، منها باريس ووارسو وأمستردام، حيث تسببت الطائرات المسيّرة في تعطيلٍ مؤقتٍ لحركة الملاحة الجوية واستنفار أمني واسع. وتواصل الشرطة والسلطات المختصة تحقيقاتها وسط دعوات لزيادة الوعي لدى مستخدمي الطائرات المسيّرة وتطبيق قوانين أكثر صرامة لحماية سلامة المجال الجوي الأوروبي.