ناوالعربية

إعصار “ماتمو” يغرق هانوي بعد أمطار غزيرة

اجتاحت أمطار غزيرة ناجمة عن إعصار ماتمو العاصمة الفيتنامية هانوي، لتضيف حلقة جديدة إلى سلسلة من العواصف العنيفة التي تضرب شمال فيتنام منذ أكثر من شهر، مسببة فيضانات متكررة وشللاً في الحركة داخل المدينة. غمرت المياه الشوارع الرئيسية، فتوقفت السيارات والدراجات وسط مياه تراوحت بين مستوى الكاحل والركبة، بينما عجزت شبكات التصريف القديمة عن استيعاب […]

إعصار “ماتمو” يغرق هانوي بعد أمطار غزيرة
اجتاحت أمطار غزيرة ناجمة عن إعصار ماتمو العاصمة الفيتنامية هانوي، لتضيف حلقة جديدة إلى سلسلة من العواصف العنيفة التي تضرب شمال فيتنام منذ أكثر من شهر، مسببة فيضانات متكررة وشللاً في الحركة داخل المدينة. غمرت المياه الشوارع الرئيسية، فتوقفت السيارات والدراجات وسط مياه تراوحت بين مستوى الكاحل والركبة، بينما عجزت شبكات التصريف القديمة عن استيعاب كميات الأمطار الهائلة. وفي أكثر المناطق تضررًا — مثل دونغ دا وها دونغ وثانه شوان — تحولت الطرق إلى أنهار بعد ساعات من الهطول المتواصل، فتعطلت المركبات أو جرفتها التيارات، واضطر السكان إلى تركها في الشوارع. عملت فرق الطوارئ طوال الليل على تشغيل المضخات ونصب الحواجز الرملية لتصريف المياه من الطرق الحيوية، لكن الأمطار كانت تفوق قدرة الأنظمة القائمة على التصريف. وأدت الفيضانات إلى شلّ حركة المرور العامة، وإغلاق بعض خطوط الحافلات، وقطع التيار الكهربائي في أحياء سكنية عدّة. كما أُغلقت المدارس والمكاتب الحكومية أو انتقلت إلى التعليم والعمل عن بُعد كإجراء احترازي. تأثرت عمليات مطار نوي باي الدولي بتأجيل الرحلات أو تغيير مواعيدها نتيجة العاصفة. وقال خبراء الأرصاد إن الأمطار الغزيرة سببها منخفض استوائي قادم من خليج تونكين ترافقه رياح قوية وأمطار كثيفة، تجاوز معدلها في بعض المناطق ١٨٠ ملم خلال أقل من ١٢ ساعة. وتوقعت الهيئة الوطنية للأرصاد استمرار الأمطار والعواصف الرعدية، محذّرة من ثلاثة أنظمة استوائية جديدة قد تضرب البلاد قبل نهاية العام المقبل، ما يرفع خطر الفيضانات والانهيارات الأرضية في محافظات مثل هوا بينه ولاو كاي وين باي. الفيضانات الأخيرة فاقمت الأضرار والخسائر التي خلّفتها العواصف السابقة، لا سيما إعصار بوالوي الذي ضرب في وقت سابق وتسبب في دمار وخسائر بشرية. وأعرب السكان عن غضبهم وتعبهم المتزايد مما وصفوه بأزمة متكررة كل موسم مطير، مشيرين إلى أن التوسع العمراني غير المنظم وسوء التخطيط الحضري ساهما في تقليص المساحات الطبيعية لتصريف المياه وتفاقم الفيضانات. من جهتها، أقرت السلطات المحلية بخطورة الموقف، متعهدة بمراجعة أنظمة الحماية من الفيضانات وشبكات التصريف وتقييم سياسات التنمية الحضرية. واستمرت فرق الإنقاذ في تنظيف الشوارع وسحب المياه مع دعوة السكان إلى البقاء في المنازل وتخزين المواد الأساسية وتجنب التنقل في المناطق المغمورة حتى استقرار الأحوال الجوية وعودة الخدمات إلى طبيعتها.