أفادت تقارير فلسطينية بأن القوات الإسرائيلية دمرت ما لا يقل عن ٣٠ مبنى سكنياً في مدينة غزة، ما أدى إلى نزوح آلاف السكان في ظل تكثيف العمليات العسكرية الرامية إلى القضاء على حركة حماس. وأوضح مسؤولون محليون أن القصف جزء من استراتيجية إسرائيلية للسيطرة على مدينة غزة التي تُعتبر آخر معاقل الحركة. وقد تلقى السكان أوامر بالإخلاء قبل وقت قصير من الغارات، ما دفع عائلات بأكملها إلى الفرار من منازلها تاركةً وراءها معظم ممتلكاتها.
الهجمات الجوية المتواصلة تسببت في دمار هائل داخل الأحياء السكنية، حيث تحولت مجمعات سكنية كاملة إلى أنقاض. ومع هذا الدمار، يتدهور الوضع الإنساني في القطاع بشكل خطير، إذ تعاني البنية التحتية من ضغط شديد على خدمات الصحة والكهرباء والمياه. وقد دقت وكالات الأمم المتحدة ناقوس الخطر بشأن ارتفاع معدلات سوء التغذية ونقص الخدمات الأساسية، ما زاد من المخاوف لدى السكان.
تزامن هذا التصعيد مع وصول وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى المنطقة، في زيارة اعتبرتها وسائل الإعلام "عالية المخاطر" وسط انتقادات متزايدة لإسرائيل بعد غارة مثيرة للجدل على الدوحة استهدفت قيادات من حماس. وأدانت قطر الهجوم معتبرةً إياه انتهاكاً للسيادة، مما عقد الجهود الدبلوماسية ومساعي التوصل إلى وقف إطلاق النار. وتأتي زيارة روبيو في إطار مساعٍ لمعالجة قضايا عاجلة، من بينها ضمان الإفراج عن نحو ٤٨ رهينة محتجزين لدى حماس، وتنظيم إدارة المساعدات وإعادة الإعمار في غزة.
ومن المتوقع أن يبحث روبيو مع القادة الإسرائيليين سبل التعامل مع الأزمة الإنسانية والحاجة إلى حلول سياسية، في وقت تؤكد فيه إسرائيل أنها ستواصل حملتها العسكرية حتى تفكيك حماس وضمان إطلاق سراح جميع الرهائن. غير أن محللين يحذرون من أن استمرار التصعيد سيؤدي إلى تفاقم معاناة المدنيين وزيادة احتمالات توسع رقعة الصراع إقليمياً.
في المقابل، يصف الفلسطينيون النازحون مشاهد الفوضى والذعر أثناء محاولتهم الهروب من مناطق القصف وسط القطاع. كثيرون اضطروا إلى السير على الأقدام أو ركوب جرافات للوصول إلى أماكن أكثر أمناً، مكتفين بما يحملونه من ملابس على ظهورهم. ومع ندرة وسائل النقل وارتفاع تكاليفها، وجدت الأسر نفسها مجبرة على ترك ممتلكاتها وراءها لتنجو بحياتها فقط.
هذا المشهد يعكس تصاعد المأساة الإنسانية في غزة، حيث لا يزال المدنيون يدفعون الثمن الأكبر للعمليات العسكرية المتسارعة، في وقت يتشابك فيه المسار العسكري مع الجهود الدبلوماسية المتعثرة.